للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَزِيَّة (٤). قال التِّرمِذِىُّ: والعملُ على هذا عندَ أهلِ العلمِ، وبه يقولُ إسحاقُ. [وقال أصْحابُ الشَّافِعِىّ: لا يجوزُ أنْ يُصَلِّىَ الفَرْدُ على الرَّاحلةِ لأجْلِ المطرِ؛ لحديثِ أبى سعيد، ولأن السُّجودَ والقيامَ مِن أرْكانِ الصلاةِ فلم يسْقُطْ بالمطرِ، كبقيَّةِ أرْكانِها. ولَنا، ما روى] (٥) يَعْلَىَ بن أُميَّةَ (٦)، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّه انْتَهَى إلى مَضِيقٍ، ومعه أصْحابُه، والسَّماءُ مِن فَوْقِهم، والبَلَّةُ مِن أسْفَلَ منهم، فصلَّى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على راحلتِه، وأصْحابُه على ظُهورِ دَوابِّهم، يُومِئُون إيماءً، يجعلون السُّجودَ أخْفَضَ مِن الرُّكوعِ. رواه الأثْرَمُ، والتِّرمِذِيُّ (٧). وقال: [تفرَّد به] (٨) عمر بن الرَّمَّاح البَلْخِىُّ، وقد روَى عنه غيرُ واحدٍ مِن أهلِ العلمِ (٩)، وفعَلَه (١٠) أنَسٌ (١١) وهو مُتوَجِّهٌ إلى سَرابِيط (١٢). رواه الأثْرَمُ بإسْنادِه، وذكَره الإِمامُ أحمدُ (١٣)، ولم يُنْقَلْ


(٤) عمارة بن غزية بن الحارث النجارى الأنصاري، تابعى، ثقة، كثير الحديث، توفى سنة أربعين ومائة. تهذيب التهذيب ٧/ ٤٢٢.
(٥) في م: "قال ابن عقيل: وقد روى عن أحمد، أنه يسجد على متن الماء، والأول أولى، لما روى".
(٦) كذا في النسخ، والذي في سنن الترمذي والمسند: "يعلى بن مرة عن أبيه عن جده". ويعلى بن أمية بن أبي عبيدة المكي، حليف قريش، هو الذي يقال له: يعلى بن منية، روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقتل بصفين، أو تأخرت وفاته بعدها. أما يعلى بن مرة بن وهب بن جابر الثقفى، فهو الذي يقال له: يعلى بن سيابة. انظر ترجمتهما في: تهذيب التهذيب ١١/ ٣٩٩، ٤٠٤.
(٧) في: باب ما جاء في الصلاة على الدابة في الطين والمطر، من كتاب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ٢٠٣، ٢٠٤.
(٨) في الأصل: "يرويه".
(٩) بعد هذا في م: "قال القاضي أبو يعلى: سألت أبا عبد اللَّه الدامغاني، فقال: مذهب أبى حنيفة أن يصلى على الراحلة في المطر والمرض. وقال أصحاب الشافعي: لا يجوز أن يصلى الفرض على الراحلة لأجل المطر والمرض. وعن مالك كالمذهبين. واحتج من منع ذلك بحديث أبى سعيد الخدري: فأبصرت عيناى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين. وهذا حديث صحيح. ولنا، ما رويناه من الحديث".
(١٠) في م: "وفعل".
(١١) في م زيادة: "قال أحمد، رحمه اللَّه: قد صلى أنس".
(١٢) في معجم البلدان ٣/ ٦٣ أنها مدينة نقل منها الحجاج أبوابا إلى داره والمسجد الجامع. وبعد هذا في م زيادة: "في يوم مطر المكتوبة على الدابة".
(١٣) أي: وذكر الإمام أحمد حديث يعلى. وهو في: المسند ٤/ ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>