للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُرَيْج (٤) أنه قال: رأيتُ قِلالَ هَجَرَ، والقُلَّةُ تسَعُ قِرْبتَيْن أو قربتين وشيئًا. فالاحْتياط أن يُجْعَلَ قِرْبتَيْن ونِصْفًا.

وروَى الأثْرَمُ (٥)، وإسماعيل بن سعيد (٦)، عن أحمد، أن القُلَّتيْن أربعُ قِرَبٍ، وحكاه ابنُ المُنْذِر عن أحمد فى "كتابِه"؛ وذلك لما رَوَى الْجُوزَجانِىُّ (٧)، بإسنَادِه عن يحيى بن عُقَيْل (٨)، قال: رأيتُ قِلالَ هَجَرَ، وأظنُّ كلَّ قلةٍ تأخذ قربتين. ورُوِىَ نحوُ هذا عن ابن جُرَيْج.

واتَّفَق القائلون بتَحْديد الماءِ بالقِرَبِ على تقديرِ كلِّ قِرْبةٍ بمائة رِطْلٍ بالعِرَاقِىِّ، لا أعلمُ بينهم في ذلك خِلافا، ولعلهم أخذوا ذلك ممَّن اخْتَبر قِرَبَ الحجازِ، وعرف أن ذلك مِقْدارُها.

وإنما خَصَصْنا هذا بقِلَالِ هَجَرَ لوَجْهَيْن:

أحدهما، أَنه قد رُوِىَ في حديثٍ مُبَيَّنًا، رواه الخَطَّابِىُّ (٩) , في "مَعالِمِ السُّنَن (١٠) " بإسْنادِه إلى ابن جُرَيْج، عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُرْسَلا: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ بِقِلَالِ هَجَرَ" وذكَر الحديثَ.


(٤) أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومى, فقيه الحرم المكي، وإمام أهل الحجاز في عصره، مولده سنة ثمانين ووفاته سنة خمسين ومائة. تاريخ بغداد ١٠/ ٤٠٠، العبر ١/ ٢١٣، ٢١٤.
(٥) سبقت ترجمته في صفحة ٢٥.
(٦) أبو إسحاق إسماعيل بن سعيد الشالنجى، روى الكثير عن الإمام أحمد، وكان عالما بالرأى كبير القدر عند الحنفية، توفى سنة ثلاثين ومائتين، وقيل: سنة ست وأربعين ومائتين. الجواهر المضية ١/ ٤٠٦، ٤٠٧، طبقات الحنابلة ١/ ١٠٤، ١٠٥.
(٧) أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى، عنده عن الإمام أحمد جزءان مسائل، وكان الإمام أحمد يكاتبه ويكرمه إكراما شديدا، وهو من رجال القرن الثالث. طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، ٩٩.
(٨) يحيى بن عقيل (بالتصغير) الخزاعي البصرى نزيل مرو، يروى عن أنس بن مالك وغيره. انظر: تهذيب التهذيب ١١/ ٢٥٩.
(٩) أبو سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم الخطابى البستى، الفقيه المحدث الأديب، توفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. يتيمة الدهر ٤/ ٣٣٤ - ٣٣٦، وفيات الأعيان ٢/ ٢١٤ - ٢١٦، العبر ٣/ ٣٩.
(١٠) معالم السنن ٩، وانظر نصب الراية ١/ ١١٠ - ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>