للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنَّ أكْثَرَ مَن وَصَفَ تَهَجُّدَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يَذْكُرْهُمَا؛ مِن ذلك حَدِيثُ ابنِ عَبَّاسٍ, وزيدِ بنِ خالدٍ، وعائشةَ، فيما رَوَاهُ عنها عُرْوَةُ وعبدُ اللهِ بنُ شَقِيق، والقاسمُ، واخْتَلَفَ فيه (٥٠) عن أبي سَلَمَةَ، وأكْثَرُ الصَّحابةِ ومَن بَعْدَهم مِن أهْلِ العِلْمِ على تَرْكِهما (٥١). ووَجْهُ الجَوازِ، ما رَوَى سعدُ بنُ هشامٍ، عن عائشةَ، أنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يُصَلِّى مِن اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ، ثم يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنا، ثم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بعدَ ما يُسَلِّمُ، وهو قاعِدٌ، فتلك إحْدَى عَشرةَ زَكْعَةً. وقال أبو سَلَمةَ: سأَلْتُ عائشةَ عن صَلاةِ رسولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: كان يُصَلِّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّى ثمَانِىَ رَكَعَاتٍ، ثم يُوتِرُ، ثم يُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ وهو جَالِسٌ، فإذا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قامَ فرَكَعَ ثم يُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ بينَ النِّدَاءِ والإِقَامَةِ من صَلَاةِ الصُّبْحِ. رَوَاهُما مُسْلِمٌ (٥٢). ورَوَى ذلك أبو أُمَامَةَ أيضًا، وأوْصَى بهما خالدُ بن مَعْدَانَ، وكَثِيرُ بن مُرَّةَ الحَضْرَمِيُّ، وفَعَلَهما الحسنُ، فهذا وَجْهُ جَوَازِهما. النَّوْعُ الثَّالِث:


(٥٠) أي النقل.
(٥١) في أ، م: "تركها".
(٥٢) الأول أخرجه مسلم، في: باب جواز النافلة قائما وقاعدا. . . إلخ، وباب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٥٠٤، ٥١٣، ٥١٤. كما أخرجه النسائي، في: باب ذكر الاختلاف عل حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس في الوتر، من كتاب قيام الليل. المجتبى ٣/ ١٩٥. وابن ماجه، في: ما جاء في الوتر بثلاث وخمس وسبع وتسع، وباب ما جاء في كم يصلى بالليل، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٣٧٦، ٤٣٢. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٥٤، ١٦٨، ٢٠٥، ٢١٧، ٢٥٣.
والثاني أخرجه مسلم، في: باب استحباب ركعتى الفجر. . . إلخ، وباب صلاة الليل. . . إلخ، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٥٠١، ٥٠٩. كما أخرجه البخاري، في: باب الأذان بعد الفجر، من كتاب الأذان. صحيح البخاري ١/ ١٦٠. وأبو داود، في: باب في صلاة الليل، من كتاب التطوع. سنن أبي داود ١/ ٣٠٨. والنسائي، في: باب إباحة الصلاة بين الوتر وبين ركعتى الفجر، وباب وقت ركعتى الفجر وذكر الاختلاف على نافع، من كتاب قيام الليل. المجتبى ٣/ ٢٠٩، ٢١٤. والدارمي، في: باب صفة صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣٤٤. والإمام مالك، في: باب صلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الوتر، من كتاب صلاة الليل. الموطأ ١/ ١٢١. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٨١، ١٢٨، ١٣٨، ١٨٩، ٢٣٠, ٢٤٩، ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>