للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصْحابِنا؛ لما رَوَتْ أُمُّ هَانَئٍ، أنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- دَخَلَ بَيْتَها يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وصَلَّى ثمانِىَ رَكَعَاتِ، فلم أَرَ صَلَاةً قَطُّ أَخَفَّ منها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ. مُتَّفَقٌ عليه (٥٦). ووَقْتُها إذا عَلَتِ الشَّمْسُ واشْتَدَّ حَرُّهَا؛ لقَوْلِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صَلَاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ" (٥٧). رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٥٨). قال بعضُ أصْحَابِنا: لا تُسْتَحَبُّ المُدَاوَمَةُ عليها؛ لأنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يُدَاوِمْ عليها، قالت عائِشَةُ: ما رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّى الضُّحَى قَطُّ. مُتَّفَقٌ عليه (٥٩). وعن عبدِ اللهِ بن شَقِيق، قال: قلتُ لِعَائِشَةَ: أكان رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّمَ يُصَلِّى الضُّحَى؟ قالتْ: لا، إلَّا أنْ يَجِىءَ مِن مَغِيبِه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٦٠). وقال عبدُ الرحمنِ بنُ أبي لَيْلَى: ما حَدَّثَنِي أحَدٌ أنَّه رَأَى رَسُولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّى الضُّحَى إلَّا أُمَّ هانِئٍ، فإنَّها حَدَّثَتْ أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- دَخَلَ بَيْتَها يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فصَلَّى ثَمَانِىَ


(٥٦) أخرجه البخاري، في: باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلوات وقبلها وركع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتى الفجر في السفر، من كتاب التقصير، وفي: باب صلاة الضحى في السفر، من كتاب التهجد، وفي: باب منزل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الفتح، من كتاب المغازي. صحيح البخاري ٢/ ٥٧، ٧٣، ٥/ ١٨٩. ومسلم، في: باب استحباب صلاة الضحى. . . إلخ، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٤٩٧، ٤٩٨. والترمذي، في: باب ما جاء في صلاة الضحى، من أبواب الوتر. عارضة الأحوذي ٢/ ٢٥٨. والدارمي، في: باب صلاة الضحى، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣٣٨. والإمام مالك، في: باب صلاة الضحى، من كتاب السفر. الموطأ ١/ ١٥٢. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٣٤٢.
(٥٧) أي حين تحترق أخفاف الفصال، وهى الصغار من أولاد الإِبل، من شدة الحر.
(٥٨) في: باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٥١٦. كما أخرجه الدارمي، في: باب في صلاة الأوابين، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣٤٠. والإمام أحمد، في: المسند ٤/ ٣٦٦، ٣٦٧، ٣٧٢، ٣٧٥.
(٥٩) أخرجه البخاري، في: باب تحريض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب، من كتاب التهجد ٢/ ٦٢. ومسلم، في: باب استحباب صلاة الضحى، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٤٩٧.
(٦٠) في الباب السابق. صحيح مسلم ١/ ٤٩٦، ٤٩٧. كما أخرجه أبو داود، في: باب صلاة الضحى، من كتاب التطوع. سنن أبي داود ١/ ٢٩٧. والنسائي، في: باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر عائشة فيه، من كتاب الصيام. المجتبى ٤/ ١٢٥. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ١٧١، ٢٠٤، ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>