للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والْمُحَرَّمَاتُ بالأَسْبَابِ: الأُمَّهاتُ المُرْضِعَاتُ، والْأَخَوَاتُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وأمَّهَاتُ النِّسَاءِ، وبَنَاتُ النِّسَاءِ اللَّاتِى دَخلَ بِهِنَّ، وحَلَاِئِلُ الأَبْنَاءِ، وزَوْجَاتُ الْأَبِ، والْجَمْعُ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ)

وجملةُ ذلك أَنَّ المَنْصُوصَ على تَحْرِيمِهِنَّ فى الكتابِ أرْبَعَ عَشرةَ؛ سَبْعٌ بالنَّسَبِ، واثْنَتانِ بالرَّضَاعِ، وأرْبَعٌ بالمُصَاهَرةِ، وواحدةٌ بالجَمْعِ. فأمَّا اللَّواتِى بالنَّسَب فأوَّلُهُنٍ (١) الأمَّهاتُ، وهُنَّ كلُّ من انْتَسَبْتَ إليها بوِلادةٍ، سواءٌ وَقَعَ عليها اسمُ الأَمِّ حَقِيقةً، وهى التى وَلَدَتْكَ، أو مجازًا، وهى التى وَلَدَتْ من وَلَدَكَ وإن عَلَتْ، من ذلك جَدَّتاكَ (٢)؛ أُمُّ أُمِّكَ وأمُّ أبِيكَ، وجَدَّتَا أمِّكَ وجَدَّتَا أبِيكَ، وجَدَّاتُ جَدَّاتِكَ وجَدَّاتُ أجدْادِكَ وإن عَلَوْنَ (٣)، وارثاتٍ كُنَّ أو غيرَ وارثاتٍ، كُلُّهُن أُمَّهاتٌ مُحَرَّماتٌ. ذكَر أبو هُرَيْرَةَ هاجَرَ أمَّ إسماعيلَ، فقال: تِلْكَ أُمُّكُم يا بَنِى ماءِ السَّماءِ (٤). وفى الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ صَلِّ على أبِينَا آدَمَ وأُمِّنَا حَوَّاءَ. والبناتُ، وهُنَّ كلُّ أنْثَى انْتَسَبَتْ إليك (٥) بوِلادَتِكَ، كابْنَةِ الصُّلْبِ، وبناتِ البَنِين والبناتِ وإن نَزَلَتْ دَرَجَتُهُنَّ، وارثاتٍ أو غيرَ وارثاتٍ، كُلُّهُنَّ بناتٌ مُحَرماتٌ؛ لقولِه تعالى: {وَبَنَاتُكُمْ}. فإنَّ كلَّ امرأةٍ بنتُ آدَمَ، كما أنَّ كلَّ رجلٍ ابنُ آدَمَ، قال اللَّه تعالى: {يَابَنِي آدَمَ}. والأخَواتُ من الجِهَاتِ الثَّلاثِ، من الأبَوَيْنِ، أو من الأبِ، أو من الأُمِّ؛ لقولِه تعالى: {وَأَخَوَاتُكُمْ}. ولا تَفْرِيعَ عليهِنَّ. والعَمَّاتُ أخواتُ الأبِ من الجهاتِ الثلاثِ، وأخواتُ الأجْدادِ (٦) من قِبَلِ


(١) فى م: "فأولاهن".
(٢) فى م: "جدتك".
(٣) فى أ، ب، م: "علوا".
(٤) أخرجه البخارى، فى: باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}. . .، من كتاب الأنبياء، وفى: باب إلى من ينكح. . .، من كتاب النكاح. صحيح البخارى ٤/ ١٧١، ٧/ ٧. ومسلم، فى: باب من فضائل الخليل إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-، من كتاب الفضائل. صحيح مسلم ٤/ ١٨٤١.
(٥) فى أ: "إليها".
(٦) فى م: "لأجداد".

<<  <  ج: ص:  >  >>