للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبى حنيفةَ، ومحمدِ بنِ الحسنِ. وفى كتابِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فِي السِّنِّ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ". روَاه النَّسائىُّ (٣). وعن عمرو بن شُعَيْبِ، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "فِي الْأَسْنَانِ خَمْسٌ خَمْسٌ". رَواه أَبو داودَ (٤). فأمَّا الأضْراسُ والأنْيابُ، فأكثرُ أهلِ العلمِ على أنَّها مِثْلُ الأسنانِ؛ منهم عُروةُ، وطاوسٌ، وقتادةُ، والزُّهْرِىُّ، ومالكٌ، والثَّوْرِىُّ، والشَّافعىُّ، وإسحاقُ، وأبو حنيفةَ، ومحمد بنُ الحسنِ. ورُوِىَ ذلك عن ابن عبَّاس (٥)، ومعاويةَ. ورُوى عن عمرَ، رضى اللَّه عنه، أنَّه قَضَى في الأضْراسِ ببَعِيرٍ بَعِيرٍ. وعن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، أنَّه قال: لو كنْتُ أنا، لجعلتُ في الأضْراسِ بَعِيريْنِ بعيريْنِ، فتلك الدِّيَةُ سواء. ورَوى ذلك مالكٌ، في "مُوطَّإِهِ" (٦). وعن عَطاءٍ نحوُه. وحُكِىَ عن أحمدَ روايةٌ (٧)، أنَّ في جميعِ الأسْنان والأضْراسِ الدِّيةَ. فيتعيَّنُ حَمْلُ هذه الرِّوايةِ على مثْلِ قولِ سعيدٍ؛ للإِجْمَاعِ على أنَّ في كلِّ سِنٍّ خمْسًا من الإِبلِ، ووُرُودِ (٨) الحديثِ به، فيكونُ في الأسْنان سِتُّون بعيرًا؛ لأنَّ فيه اثنىْ عَشْرَ سِنًّا، أرْبعَ ثَنايا، وأرْبعَ رَباعِيَّاتٍ (٩)، وأربعةَ أنْيابٍ، فيها خمسٌ خمسٌ، وفيه عِشرون ضِرْسًا، في كلِّ جانبٍ عشرةٌ، خمسةٌ من فوْقٍ، وخمسْةٌ من أسْفلٍ، فيكونُ فيها أربعونَ بَعيرًا، في كلِّ ضِرْسٍ بَعِيرانِ، فتكْمُلُ الدِّيةُ. وحُجَّةُ من قال هذا، أنَّه ذُو عَدَدٍ


(٣) تقدم تخريجه، في صفحة ٥.
(٤) في: باب ديات الأعضاء، من كتاب الديات. سنن أبي داود ٢/ ٤٩٥.
كما أخرجه الدارمي، في: باب دية الأسنان، من كتاب الديات. سنن الدارمي ٢/ ١٩٥.
(٥) أخرجه عبد الرزاق، في: باب الأسنان، من كتاب العقول ٩/ ٣٤٥. والبيهقي، في: باب الأسنان كلها سواء، من كتاب الديات. السنن الكبرى ٨/ ٩٠.
(٦) في: باب جامع عقل الأسنان، من كتاب العقول. الموطأ ٢/ ٨٦١.
كما أخرجه عبد الرزاق، في: باب الأسنان، من كتاب العقول. المصنف ٩/ ٣٤٧. وابن أبي شيبة، في: باب من قال: تفضل بعض الأسنان على بعض، من كتاب الديات. المصنف ٩/ ١٩٠.
(٧) في ب زيادة: "أخرى".
(٨) في ب، م: "وورد".
(٩) الرباعية: السن بين الثنية والناب.

<<  <  ج: ص:  >  >>