كتاب المغني لابن قدامة - ت التركي

كتاب الصيد والذبائح - ١٧٠٢ - مسألة؛ قال أبو القاسم، رحمه الله: (وإذا سمى وأرسل كلبه أو فهده المعلم، واصطاد، وقتل، ولم يأكل منه، جاز أكله) - ج: 13 - ص: 259

-صلى اللَّه عليه وسلم- سُئِلَ فقيل: أرَأَيْتَ الرَّجُلَ منَّا يذْبَحُ ويَنْسَى أَنْ يُسَمِّىَ اللَّه؟ فقال: "اسْمُ اللَّهِ فِى قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ" (١٢). وعن أحمدَ روايةٌ أُخْرَى مثلُ هذا. ولَنا، قولُه تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (١٣). وقال: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} (١٤). وقال النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا أُرسَلْتَ كَلْبَكَ، وَسَمَّيْتَ، فكُلْ". قلتُ أُرْسِلُ كَلْبِى فأَجدُ معه كَلْبًا آخرَ؟ قال: "لَا تَأْكُلْ، فَإنَّك إنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ، ولَمْ تُسَمِّ عَلَى الْآخَرِ". متَّفَقٌ عليه (١٥). وفى لفْظٍ: "وإِذَا خَالَطَ كِلَابًا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيهَا، فَأَمْسَكْنَ وقَتَلْنَ، فلا تَأْكُلْ" (١٦). وفى حديثِ أبى ثَعْلَبَةَ: "وما صِدْتَ بقَوْسِكَ، وذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَكُلْ" (١٧). وهذه نصوصٌ صَحِيحَةٌ لا يُعَرَّجُ على ما خَالَفَها. وقولُه: "عُفِىَ لأُمَّتِى عَنِ الخَطَأِ والنِّسْيانِ". يَقْتَضِى نَفْىَ

---

(١٢) أخرجه الدارقطنى، فى: كتاب الصيد والذبائح. سنن الدارقطنى ٤/ ٢٩٥. والبيهقى، فى: باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته، من كتاب الصيد والذبائح. السنن الكبرى ٩/ ٢٤٠.
(١٣) سورة الأنعام ١٢١.
(١٤) سورة المائدة ٤.
(١٥) أخرجه البخارى، فى: باب الماء الذى يغسل به شعر الإنسان، من كتاب الوضوء، وفى: باب تفسير المشبَّهات، من كتاب البيوع، وفى: باب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ. . .}، وباب صيد المعراض، وباب الصيد إذا غاب يومين أو ثلاثة، وباب إذا وجد مع الصيد كلبا آخر، من كتاب الذبائح والصيد. صحيح البخارى ١/ ٥٥، ٣/ ٧٠، ٧١، ٧/ ١١٠، ١١١، ١١٣، ١١٤. ومسلم، فى: باب الصيد بالكلاب المعلمة، من كتاب الصيد والذبائح. صحيح مسلم ٣/ ١٥٣٠، ١٥٣١.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب فى الصيد، من كتاب الصيد. سنن أبى داود ٢/ ٩٩. والترمذى، فى: باب ما جاء فى الكلب يأكل من الصيد، من أبواب الصيد. عارضة الأحوذى ٦/ ٢٥٧، ٢٥٨. والنسائى، فى: باب النهى عن أكل ما لم يذكر اسم اللَّه عليه، وباب إذا وجد مع كلبه كلبا غيره، من كتاب الصيد والذبائح. المجتبى ٧/ ١٥٩، ١٦١، ١٦٢. والدارمى، فى: باب التسمية عند إرسال الكلب، من كتاب الصيد. سنن الدارمى ٢/ ٨٩. والإمام أحمد، فى: المسند ٤/ ٢٥٦، ٢٥٧، ٣٨٠.
(١٦) أخرجه البخارى، فى: باب إذا أكل الكلب، وباب الصيد إذا غاب عنه يومين أو ثلاثة، من كتاب الذبائح والصيد. صحيح البخارى ٧/ ١١٣. ومسلم، فى: باب الصيد بالكلاب المعلمة، من كتاب الصيد والذبائح. صحيح مسلم ٣/ ١٥٢٩، ١٥٣٠. والنسائى، فى: باب الأمر بالتسمية عند الصيد، وباب إذا وجد مع كلبه كلبا لم يسم عليه، من كتاب الصيد والذبائح. المجتبى ٧/ ١٥٨، ١٦٠. وابن ماجه، فى: باب صيد الكلب، من كتاب الصيد. سنن ابن ماجه ٢/ ١٠٧٠. والإمام أحمد، فى: المسند ٤/ ٢٥٧، ٢٥٨، ٣٧٩، ٣٨٠.
(١٧) تقدم تخريجه فى صفحة ٢٥٦.