للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يَحِلُّ له، وذلك أمرٌ ظاهِر.

وقال الخَلَّالُ (١٩): إنما قال أحمد: ليس فيه حديثٌ. لأنَّ هذا الحديثَ يَرْوِيه سليمان بن عمر، ورِشْدِينُ بن سعد، وكلاهما ضعيفٌ، وابنُ ماجَه رواه من طريق رِشْدِين.

وأمَّا ما دون القُلَّتَيْن إذا لاقَتْه النَّجاسةُ فلم يتغَيَّرْ بها، فالمشهورُ في المذهب أنه يَنْجُسُ، [وروى عن ابن عمر، وسعيد بن جبير (٢٠)، ومجاهد، وبه قال الشافعيُّ، وإسحاق، وأبو عُبَيْد] (٢١).

ورُوِىَ عن أحمد روايةٌ أخرى، أنَّ الماءَ لا يَنْجُس إلَّا بالتغيُّرِ قليلَه وكثيرَه، وروى مِثْلُ (٢٢) ذلك عن حُذَيْفَة، وأبى هُرَيْرة، وابن عباس، قالو: الماءُ لا يَنْجُس. ورُوِىَ ذلك عن سعيد بن المُسَيَّب، والحسن، وعكْرِمَة، وعطاء، وجابر بن زيد (٢٣) , وابن أبي لَيْلَى، ومالك، والأَوْزَاعِىِّ، والثَّوْرِىِّ (٢٤) , ويحيى القَطَّان (٢٥) , وعبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ، وابن المُنْذِر، وهو قولٌ للشافعىِّ؛ لحديثِ أبى أُمامةَ الذي أوْرَدْناه.

وروَى أبو سعيد، قال: قِيلَ يا رسولَ اللَّه، أنتَوضَّأُ مِن بئرِ بُضاعةَ؟ - وهى بئرٌ


(١٩) أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، صاحب التصانيف الدائرة والكتب السائرة، وكانت له حلقة بجامع المهدى، أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد وتصنيفه، توفى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. طبقات الحنابلة ٢/ ١٢ - ١٥، العبر ٢/ ١٤٨.
(٢٠) أبو عبد اللَّه سعيد بن جبير الوالبى، مولاهم، التابعى الفقيه المفسر، قتله الحجاج سنة خمس وتسعين. العبر ١/ ١١٢.
(٢١) سقط من: م.
(٢٢) سقط من: م.
(٢٣) أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدى الفقيه بالبصرة، توفى سنة ثلاث ومائة، وقيل: سنة ثلاث وتسعين. طبقات الفقهاء، للشيرازي ٨٨، العبر ١/ ١٠٨.
(٢٤) أبو عبد اللَّه سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفى، إمام الحفاظ، وسيد العلماء العاملين في زمانه، توفى سنة إحدى وستين ومائة. سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٢٩ - ٢٧٩.
(٢٥) أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان البصري الحافظ، كان ثقة مأمونا رفيعا حجة، توفى سنة ثمان وتسعين ومائة. الجواهر المضية ٣/ ٥٨٧ - ٥٨٨، وانظر حاشيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>