للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٩٢٨ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّما أنا رحمةٌ مُهداة» (١). (١٠/ ٤٠٦)

٤٩٩٢٩ - عن محمد بن جُبَير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال أبو جهل حين قدم مكة مُنصَرَفَه عن حَمْزَة: يا معشر قريش، إنّ محمدًا نزل يثرب، وأرسل طلائعه، وإنّما يُريد أن يُصيب منكم شيئًا، فاحذروا أن تمروا طريقَه أو تقاربوه، فإنه كالأسد الضاري، إنه حَنِق عليكم؛ لأنكم نفيتموه نفي القِرْدان (٢) عن المناسِم (٣)، واللهِ، إنّ له لَسحْرَةً، ما رأيته قط ولا أحدًا مِن أصحابه إلا رأيت معهم الشيطان، وإنّكم قد عرفتم عداوة ابنَيْ قَيْلَةَ -يعني: الأوس والخزرج-، لَهُو عدوٌّ استعان بعدو. فقال له مُطْعِم بن عديٍّ: يا أبا الحكم، واللهِ، ما رأيتُ أحدًا أصدقَ لسانًا ولا أصدق موعدًا من أخيكم الذي طردتم، وإذ فعلتم الذي فعلتم فكونوا أكفَّ الناس عنه. قال أبو سفيان بن الحارث: كونوا أشدَّ ما كنتم عليه، إن ابنَيْ قيلَةَ إن ظفَرُوا بكم لم يرْقُبوا فيكم إلا ولا ذمة، وإن أطعتموني ألجأتموهم حير كنانة (٤)، أو تخرجوا محمدًا مِن بين ظهرانيهم، فيكون وحيدًا مطرودًا، وأما ابنا قَيْلة -فوالله- ما هما وأهل دَهْلَك (٥) في المذلة إلا سواء، وسأكفيكم حدهم، وقال:

سَأمْنَحُ جانبًا منّي غَليظًا ... عَلى ما كانَ مِن قُرب وبُعْد

رجالُ الخَزْرَجيَّة أهْلُ ذُل ... إذا ما كانَ هَزْل بَعْدَ جد

فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «والذي نفسي بيده، لأقْتُلَنَّهم، ولأصلبَنَّهم، ولأهدينهم وهم كارهون، إنِّي رحمةٌ بعثني الله، ولا يَتَوفّاني حتى يظهر الله دينه، لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحي الله بي الكفر، وأنا الحاشر


(١) أخرجه الحاكم ١/ ٩١ (١٠٠).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرطهما». ووافقه الذهبي. وأورده الألباني في الصحيحة ١/ ٨٨٢ (٤٩٠).
(٢) القردان: جمع قُراد، وهي دُوَيَبَّة تعضّ الإبل. اللسان (قرد).
(٣) المناسم: جمع مِنسَم، وهي أخفاف الإبل. النهاية (نسم).
(٤) كذا في تفسير ابن كثير (طبعة: دار الكتب العلمية) ٥/ ٣٣٩، وفي المصدر -وهو المعجم الكبير للطبراني-: وإن أطعمتموني ألحمتموهم خبر كنانة، وفي تفسير ابن كثير (تحقيق: سامي السلامة ٥/ ٣٨٦، وطبعة: مؤسسة قرطبة ومكتبة أولاد الشيخ بتحقيق جماعة من المحققين ٩/ ٤٥٩): وإن أطعتموني ألجأتموهم خير كنابة، وفي مجمع الزوائد ٦/ ٦٧: وإن أطعتموني ألحقوهم خبر كنانة.
(٥) دَهْلَك -كجَعْفَرٍ-: جزيرة بين بَرِّ اليمن وبَرِّ الحَبشة. القاموس المحيط (دهلك).

<<  <  ج: ص:  >  >>