للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل العلم، وهو قليل جدًّا في التفسير المنقول عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في طبقة التابعين وأتباعهم.

ومن أمثلة ما ورد من مرسلات التابعين ما رواه الطبري بسنده عن قتادة، عن الحسن، قال: بلغنا أن نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال له قائل، أو رجل: يا رسول اللَّه، ما السبيل إليه؟ قال: "من وجد زادًا وراحلةً" (١).

ثانيًا: ما يروى عنهم من أسباب النزول الصريحة:

أسباب النزول الصريحة مما لا يتأتى إِلا بالأثر، وهي مما يؤخذ عن الصحابة، إذ لا يمكن أن يخترع سبب نزول لآية ما، وما دام الأمر كذلك، فإن أسباب النزول الصريحة مما يكون بالنقل لا الاجتهاد.

والأصل في ذلك أن الصحابي إذا نصَّ على سبب النزول فإن قوله حجة؛ لأنه ممن شهد التنزيل، أو رواه عن من شهده. ومنازعته في بعض الأمثلة -لاعتبار فيها- لا يخرج هذا الأصل عن كونه أصلًا معتبرًا عند أهل العلم.

وقد يرويه الصحابي عن صحابي آخر، ومن أمثلة هذا ما روى البخاري عن ابن عباس (ت: ٦٨ هـ) في سبب نزول قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: ١]، قال ابن عباس: "لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: ٢١٤]، صعد النبي على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي لبطون قريش، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟

قالوا: نعم! ما جربنا عليك إِلا صدقًا.

قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.

فقال أبو لهب: تَبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟!

فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: ١ - ٢] " (٢).


(١) تفسير الطبري، تفسير الآية ٩٧ من سورة آل عمران ٦/ ٤٢.
(٢) رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه في مواضع منها: سورة الشعراء برقم (٤٧٧٠)، وسورة المسد برقم (٤٩٧١)، ورقم (٤٩٧٢)، فيه عبارة: "فأنزل اللَّه"، ورقم (٤٩٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>