للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}

٣٥٢٠٢ - قال مقاتل بن سليمان: {أمْ} يعني: بل {يَقُولُونَ} إنّ محمدًا {افْتَراهُ}، قالوا: إنّما يقول محمدٌ هذا القرآنَ مِن تلقاء نفسه (١). (ز)

٣٥٢٠٣ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- في قوله: {أم يقولون افتراه} قد قالوه، {فأتوا بعشر سور مثله} مثل القران (٢). (٨/ ٢١)

{قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ}

٣٥٢٠٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {سور مثله}، قال: مثل القرآن (٣). (ز)

٣٥٢٠٥ - عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- في قوله: {سور مثله}، قال: فلا يستطيعون -واللهِ- أن يأتوا بسورة مِن مثله، ولو حَرَصُوا (٤). (ز)

٣٥٢٠٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {سور مثله مفتريات}، قال: مثل هذا القرآن حقًّا وصِدقًا، لا باطل فيه ولا كَذِب (٥). (ز)

٣٥٢٠٧ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ} لكفار مكة: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ} يعني: مُخْتَلَقات مثله، يعني: مثل القرآن ... ، قال في هذه السورة: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} فلم يأتوا، ثم قال في سورة يونس [٣٨]: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ} واحدة، وفي البقرة [٢٣] أيضًا: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثْلِهِ}، فقال الله في التقديم: {ولَنْ تَفْعَلُوا} [البقرة: ٢٤] ألبتة أن تجيئوا بسورة، {فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا} [البقرة: ٢٤] يعني: فإذا لم تفعلوا [فاتقوا] النار التي أعدت للكافرين (٦) [٣١٨٩]. (ز)


[٣١٨٩] قال ابنُ عطية (٤/ ٥٤٨ - ٥٤٩): «ووقع التحدي في هذه الآية بعشرٍ لأنّه قيدها بالافتراء، فوسع عليهم في القدر لتقوم الحجة غاية القيام، إذ قد عجَّزهم في غير هذه الآية بسورة مِن مثله دون تقييد، فهذه مماثلة تامة في غيوب القرآن ومعانيه ونظمه ووعده ووعيده، وعُجِّزوا في هذه الآية بأن قيل لهم: عارضوا القدر منه بعشر أمثاله في التقدير، والغرض واحد، واجعلوه مفترًى لا يبقى لكم إلا نظمه، فهذه غاية التوسعة، وليس المعنى: عارضوا عشر سور بعشر؛ لأنّ هذه إنما كانت تجيء معارضة سورة بسورة مفتراة، ولا تبالي عن تقديم نزول هذه على هذه. ويؤيد هذا النظر أنّ التكليف في آية البقرة إنّما هو بسبب الريب، ولا يزيل الريب إلا العلم بأنّهم لا يقدرون على المماثلة التامة، وفي هذه الآية إنّما التكليف بسبب قولهم {افتراه} فكلفوا نحو ما قالوا، ولا يَطَّرِد هذا في آية يونس». ثم ذكر قولًا آخر، فقال: «وقال بعض الناس: هذه مقدمة في النزول على تلك، ولا يَصِحُّ أن يعجزوا في واحدة فيكلفوا عشرًا، والتكليفان سواء، ولا يَصِحُّ أن تكون السورة الواحدة إلا مفتراة، وآية سورة يونس في تكليف سورة متركبة على قولهم: افتراه، وكذلك آية البقرة وإنّما ريبهم بأنّ القرآن مفترى». وعلَّق عليه قائلًا: «وقائل هذا القول لم يلحظ الفرق بين التكليفين؛ في كمال المماثلة مرة، ووقوفها على النظم مرة».

<<  <  ج: ص:  >  >>