للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كالمهل}، يقول: أسود غليظ، كدُرْدِيِّ الزيت (١) [٤٠١٣]. (ز)

{يَشْوِي الْوُجُوهَ}

٤٤٨٢١ - عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، في قوله: {ويسقى من ماء صديد يتجرعه} [إبراهيم: ١٦ - ١٧]، قال: «يُقَرَّب إليه فيتَكَرَّهه، فإذا أُدنِي منه شوى وجهَه، ووقعت فروةُ رأسِه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، يقول الله - عز وجل -: {وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم} [محمد: ١٥]، ويقول الله: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب}» (٢). (ز)

٤٤٨٢٢ - عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر، وهارون بن عنترة- قال هارون: إذا عامَ (٣) أهل النار -وقال جعفر: إذا جاع أهل النار- استغاثوا بشجرة الزقوم، فأكلوا منها، فاختلست جلود وجوههم، فلو أن مارًّا مرَّ بهم يعرف جلود وجوههم فيها، ثم يُصَبُّ عليهم العطش، فيستغيثون، فيغاثون بماء كالمهل، وهو الذي قد انتهى حره،


[٤٠١٣] اختلف في تفسير «المُهل» على ثلاثة أقوال: الأول: ما أذيب وانماع. والثاني: الدم والقيح الأسود. والثالث: ما انتهى حرُّه.
ورأى ابنُ جرير (١٥/ ٢٥٠) تقارب الأقوال بدلالة العقل، فقال: «وهذه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها فمتقاربات المعنى، وذلك أنّ كل ما أذيب من رصاص أو ذهب أو فضة فقد انتهى حرُّه، وأن ما أُوقدت عليه من ذلك النار حتى صار كدُرْدِيِّ الزيت فقد انتهى أيضًا حرُّه».
وبنحوه ابنُ كثير (٩/ ١٣٣)، فقال: «وهذه الأقوال ليس شيء منها ينفي الآخر، فإنّ المهل يجمع هذه الأوصاف الرذيلة كلها، فهو أسود مُنتِن غليظ حارٌّ؛ ولهذا قال: {يَشْوِي الوُجُوهَ}، أي: مِن حرِّه».

<<  <  ج: ص:  >  >>