[٤٥٦٣] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٣١٠ - ٣١١) في قوله تعالى: {أمْ جاءَهُمْ} معنيين: الأول: «أأَبْدَع لهم أمرًا لم يكن في الناس قبلهم؟! بل قد جاء الرسل قبل كنوح وإبراهيم وإسماعيل?». وعلَّق عليه بقوله: «وفي هذا التأويل مِن التَّجَوُّز أن جعل سالِف الأمم آباء، إذ الناس في الجملة آخرهم من أولهم». والثاني: أن المراد بـ {آباءهم الأولين} «مَن فَرَط مِن سلفهم في العرب. كأنه قال: أفلم يدَّبَّروا القول أم جاءهم أمر غريب من عند الله لم يأت آباءهم فبهر عقولهم، ونَبَتْ عنه أذهانهم». وعلَّق عليه بقوله: «فكأن التوبيخ يتَّسِق بأن يُقدَّر الكلام: أفلم يدَّبَّروا أم بُهرت عقولهم ونَبَتْ أذهانهم عن أمر من أمور الله غريب في سلفهم». ثم علَّق على القول الأول بقوله: «والمعنى الأول أبْيَن».