للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨)}

٥١٨٩٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: {أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين}، قال: لَعَمْري، لقد جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين، ولكن أوَلَم يأتهم ما لم يأت آباءهم الأولين؟! (١) [٤٥٦٢]. (ز)

٥١٨٩٨ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {أفلم يدبروا القول}، قال: إذن -والله- كانوا يَجِدون في القرآن زاجِرًا عن معصية الله، لو تَدَبَّرَهُ القوم وعقلوه! (٢). (١٠/ ٦٠٨)

٥١٨٩٩ - قال مقاتل بن سليمان: {أفلم يدبروا القول} يعني: أفلم يستمعوا القرآن، {أم جاءهم ما لم يأت آبآءهم الأولين} يقول: قد جاء أهلَ مكة النُّذُر، كما جاء آباءهم وأجدادهم الأولين (٣). (ز)

٥١٩٠٠ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {أفلم يدبروا القول} يعني: القرآن، {أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين} أي: لم يأتهم إلا ما أتى آباءهم الأولين. =

٥١٩٠١ - وقال السُّدِّيّ: {أم جاءهم ما لم يأت} يعني: الذي لم يأت آباءهم الأولين. [قال يحيى بن سلّام:] وهو واحد (٤) [٤٥٦٣]. (ز)


[٤٥٦٢] ذكر ابنُ جرير (١٧/ ٨٧) أنه: «قد يحتمل أن تكون {أم} في هذا الموضع بمعنى: بل؛ فيكون تأويل الكلام: أفلم يدبروا القول؟ بل جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين، فتركوا لذلك التدبر وأعرضوا عنه، إذ لم يكن فيمن سلف من آبائهم ذلك. وقد ذكر عن ابن عباس في ذلك نحو هذا القول». ثم أورد قول ابن عباس المذكور.
[٤٥٦٣] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٣١٠ - ٣١١) في قوله تعالى: {أمْ جاءَهُمْ} معنيين: الأول: «أأَبْدَع لهم أمرًا لم يكن في الناس قبلهم؟! بل قد جاء الرسل قبل كنوح وإبراهيم وإسماعيل?». وعلَّق عليه بقوله: «وفي هذا التأويل مِن التَّجَوُّز أن جعل سالِف الأمم آباء، إذ الناس في الجملة آخرهم من أولهم». والثاني: أن المراد بـ {آباءهم الأولين} «مَن فَرَط مِن سلفهم في العرب. كأنه قال: أفلم يدَّبَّروا القول أم جاءهم أمر غريب من عند الله لم يأت آباءهم فبهر عقولهم، ونَبَتْ عنه أذهانهم». وعلَّق عليه بقوله: «فكأن التوبيخ يتَّسِق بأن يُقدَّر الكلام: أفلم يدَّبَّروا أم بُهرت عقولهم ونَبَتْ أذهانهم عن أمر من أمور الله غريب في سلفهم». ثم علَّق على القول الأول بقوله: «والمعنى الأول أبْيَن».

<<  <  ج: ص:  >  >>