[٦٢٦٦] رجَّح ابنُ جرير (٢٢/ ١١) -مستندًا إلى اللغة، والسياق، والنظائر- أن قوله تعالى: {وهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلى} يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، ووجَّه ذلك بقوله: "وذلك لَمّا أُسْرِي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - استوى هو وجبريل? بمطلع الشمس الأعلى، وعطف الأعلى، وعطف بقوله: {وهُوَ} على ما في قوله: {فاسْتَوى} من ذِكْرِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأكثر كلام العرب إذا أرادوا العطف في مثل هذا الموضع أن يُظهِروا كناية المعطوف عليه، فيقولوا: استوى هو وفلانٌ. وقلَّما يقولون: استوى وفلانٌ. وقد ذكر الفراء عن بعض العرب أنه أنشده: ألم تر أن النَّبْعَ يصلُبُ عودُه ولا يستوي والخِرْوعُ المتقصِّفُ ومنه قول الله: {أئِذا كُنّا تُرابًا وآباؤُنا} [النمل: ٦٧]، فعطف بالآباء على المُكنّى في: {كُنّا} من غير إظهار «نحن»، فكذلك قوله: {فاسْتَوى وهُوَ} ". واستدرك ابنُ عطية (٨/ ١٠٨) على قول ابن جرير -مستندًا إلى اللغة- قائلًا: «وفي هذا التأويل العطف على المضمر المرفوع دون أن يؤكد، وذلك عند النحاة مستقبح». وعلَّق ابنُ كثير (١٣/ ٢٥٠) على قول ابن جرير بقوله: «وقد قال ابن جرير هاهنا قولًا لم أره لغيره، ولا حكاه هو عن أحد». ثم ذكر قوله وتوجيهه له من جهة العربية، ثم استدرك عليه -مستندًا إلى التاريخ- قائلًا: «وهذا الذي قاله من جهة العربية متجه، ولكن لا يساعده المعنى على ذلك؛ فإن هذه الرؤية لجبريل لم تكن ليلة الإسراء، بل قبلها، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض، فهبط عليه جبريل - عليه السلام -، وتدلى إليه، فاقترب منه وهو على الصورة التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، ثم رآه بعد ذلك نزلة أخرى عند سدرة المنتهى -يعني: ليلة الإسراء- وكانت هذه الرؤية الأولى في أوائل البعثة بعد ما جاءه جبريل - عليه السلام - أول مرة ... ».