ولم يذكر ابنُ جرير (٢٣/ ٤٥٠) غير القول الثاني والثالث، ثم قال معلقًا عليهما: «وإنما قال مَن قال: أصحاب اليمين في هذا الموضع: هم الولدان وأطفال المسلمين، ومَن قال: هم الملائكة؛ لأنّ هؤلاء لم يكن لهم ذنوب، وقالوا: لم يكونوا ليسألوا المجرمين: {ما سلككم في سقر}؟ إلا أنهم لم يَقتَرفوا في الدنيا مآثم، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عما سلكهم في سَقر؛ لأن كلّ مَن دَخل من بني آدم ممن بلغ التكليف، ولزمه فرض الأمر والنهي، قد عَلم أنّ أحدًا لا يُعاقب إلا على المعصية». وزاد ابنُ عطية (٨/ ٤٦٤) في الآية قولًا آخر، حكاه عن الضَّحّاك، أنه قال: «هم الذين سَبَقتْ لهم من الله الحُسنى».