للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

٢٤٠٨٨ - عن أبي أميةَ الشَّعبانيِّ، قال: أتيتُ أبا ثعلبةَ الخُشَنيَّ، فقلتُ له: كيفَ تصنعُ في هذه الآية؟ قال: أيَّةُ آية؟ قلتُ: قوله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}. قال: أما واللهِ لقد سألتَ عنها خبيرًا؛ سألتُ عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «بل ائتمِرُوا بالمعروف، وتناهَوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا، وهوى متبَعًا، ودُنيًا مؤثَرةً، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيه؛ فعليك بخاصَّةِ نفسِك، ودَع عنك أمرَ العَوامِّ، فإن من ورائِكم أيامَ الصبر، الصابرُ فيهنَّ مثلُ القابض على الجمر، للعامِل فيهنَّ مثلُ أجرِ خمسينَ رجلًا يعملون مثلَ عملِكم» (١). (٥/ ٥٦٥)

٢٤٠٨٩ - عن معاذ بن جبل أنّه قال: يا رسول الله، أخبِرني عن قول الله - عز وجل -: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}. قال: «يا معاذ، مُرُوا بالمعروف، وتناهَوا عن المنكر، فإذا رأيتم شُحًّا مُطاعًا، وهوًى مُتبعًا، وإعجابَ كلِّ امرئ برأيه؛ فعليكم أنفسَكم لا يضرُّكم ضلالةُ غيرِكم، فهو من ورائِكم أيامُ صبرٍ، المتمسكُ فيها بدينِه مثلُ القابضِ على الجمر، فللعاملِ منهم يومئذٍ مثلُ عملِ أحدِكم اليومَ كأجرِ خمسين منكم». قلتُ: يا رسول الله، خمسين منهم؟ قال: «بل خمسين منكم أنتم» (٢). (٥/ ٥٦٩)

٢٤٠٩٠ - عن أبي عامر الأشعري أنّه كان فيهم شيءٌ، فاحتَبس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أتاه، فقال: «ما حبَسك؟». قال: يا رسول الله، قرأتُ هذه الآية: {يا أيها الذين


(١) أخرجه أبو داود ٦/ ٣٩٦ (٤٣٤١)، والترمذي ٥/ ٢٩٧ - ٢٩٩ (٣٣١٠)، وابن ماجه ٥/ ١٤٦ (٤٠١٤)، والحاكم ٤/ ٣٥٨ (٧٩١٢)، وابن حبان ٢/ ١٠٨ (٣٨٥)، وابن جرير ٩/ ٤٨ - ٤٩، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٢٥ (٦٩١٥).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٣/ ٦٠٣ (١٤٠٦) عن أبي أمية: «لا تعرف حاله، ولا يعرف روى عنه غير عمرو بن جارية اللخمي، وعمرو بن جارية أيضًا لا تُعْرَف حاله، ولا يعرف روى عنه غير عتبة بن أبي حكيم، وعتبة مختلف فيه، فابن معين يضعفه، وغيره يقول: لا بأس به». وقال في موضع آخر ٤/ ٦٣٤: «وهو بثلاثة مجهولين». وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ١/ ١٧١: «عتبة مختلف فيه، وباقيه جيد». وقال الألباني في الضعيفة ٣/ ٩٤ (١٠٢٥): «ضعيف».
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>