للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلقتني، فسخَّرتَ فِيَّ الشمس والقمر والنجوم والسحاب والريح والغيوث، فأنا مُسَخَّرة على ما خلقتني، لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابًا ولا عقابًا. وقالت الأرض: خلقتني وسخرتني، فجَّرتَ فِيَّ الأنهار، فأخرجت مِنِّي الثمار، وخلقتني لما شئت، فأنا مسخّرة على ما خلقتني، لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابًا ولا عقابًا. وقالت الجبال: خلقتني رواسي الأرض، فأنا على ما خلقتني، لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابًا ولا عقابًا. فلما خلق الله آدم عرض عليه، فحمله (١). (١٢/ ١٥٧)

٦٢٩٩٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنها}، قال: إنّ الله عرض عليهن الأمانة أن يفترض عليهن الدين، ويجعل لهنَّ ثوابًا وعقابًا، ويستأمنهن على الدين، فقلن: لا، نحن مسخّرات لأمرك، لا نريد ثوابًا ولا عقابًا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وعرضها الله على آدم، فقال: بين أذني وعاتقي». قال ابن زيد: فقال اللهُ له: أما إذ تحملت هذا فسأعينك، أجعل لبصرك حجابًا، فإذا خشيتَ أن تنظر إلى ما لا يحل لك فأرخِ عليه حجابه، وأجعل للسانك بابًا وغلقًا، فإذا خشيت فأغلِق، وأجعل لفرجك لباسًا، فلا تكشفه إلا على ما أحللت لك (٢). (ز)

٦٢٩٩٧ - قال يحيى بن سلّام: {فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها}، وعرضها على الإنسان -والإنسان: آدم-، فقَبِلَها (٣). (ز)

{إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (٧٢)}

٦٢٩٩٨ - قال عبد الله بن عباس: {إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا} ظلومًا لنفسه، جهولًا بأمر الله، وما احتمل من الأمانة (٤). (ز)

٦٢٩٩٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا}، أي: غِرًّا بأمر الله (٥). (ز)


(١) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٤٧٨ - ، وابن الأنباري (٣٩٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٠٠.
(٣) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٧٤١.
(٤) تفسير الثعلبي ٨/ ٦٨، وتفسير البغوي ٦/ ٣٨١.
(٥) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>