للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (١٠)}

٨٢٤٦٧ - عن [سعيد بن عبد الرحمن] بن أبْزى -من طريق جعفر- {ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} يقول: ثم لم يتوبوا مِن كُفرهم وفعلهم الذي فعلوا بالمؤمنين والمؤمنات مِن أجل إيمانهم بالله، {فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ} في الآخرة، {ولَهُمْ عَذابُ الحَرِيقِ} في الدنيا (١). (ز)

٨٢٤٦٨ - عن الحسن البصري -من طريق المبارك بن فَضالة- قال: كان أصحاب الأخدود خَدُّوا أخدودًا، وملئوها نارًا، فأَلْقَوا فيها مَن آمن بِالله، وتركوا مَن كفر، فأَلقَوا بضعةً وثمانين مؤمنًا حتى أتَوا على عجوز كبيرة وابنها خلفها صبي صغير، فلما رأت النار كيف تأخذهم جزعتْ، قالت: يا بني، أما ترى! قال لها ابنها: يا أُمّتاه، امضي ولا تُنافِقي. فمضتْ، واقتحم ابنُها على أثرها، قال الحسن: كانت لذعة نار، لا نار عليهم آخر ما عليهم. ثم قال: يا سبحان الله! ما أحلم الله! إنهم يُعذِّبون أولياءه بالنار، وهو يدعوهم إلى التوبة! ثم قرأ: {إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} يقول: أحرقوا المؤمنين والمؤمنات، ثم لم يتوبوا، أي: فلو تابوا لتاب الله - عز وجل - عليهم (٢). (ز)

٨٢٤٦٩ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: ... نجّى اللهُ المؤمنين الذين أُلقُوا في النار مِن الحريق بأن قبض أرواحهم قبل أنْ تمسّهم النار، وخرجت النار إلى مَن على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم، فذلك قول الله: {فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ} في الآخرة، {ولَهُمْ عَذابُ الحَرِيقِ} في الدنيا (٣). (ز)

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١)}

٨٢٤٧٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ} وشهِدوا أن لا إله إلا الله فهو الصالحات، نظيرها حين قال الله - عز وجل -: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: ١٠]، فهو الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. يقول: يصعد ذلك إليه كلّه بشهادة أن لا إله إلا الله، ولولا هذا ما ارتفع لابن آدم


(١) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ٢٨١.
(٢) أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص ٧١٨ - .
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ٢٧٦، ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>