للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

٢٥٢٤٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {قل أندعوا من دون الله} قال: هذا مَثلٌ ضربه الله للآلهة وللدعاة الذين يَدْعُون إلى الله، كمثل رجل ضلَّ عن الطريق تائهًا ضالًّا، إذ ناداه منادٍ: فلان بن فلان، هلمَّ إلى الطريق. وله أصحاب يدعونه: يا فلان، يا فلان، هلمَّ إلى الطريق. فإن اتبع الداعي الأول انطلق به حتى يُلقيَه في هلكة، وإن أجاب مَن يَدعو إلى الهدى اهتدى إلى الطريق، وهذه الداعية التي تدعو في البرِّيَّة الغِيلان. يقول: مَثلُ مَن يعبد هذه الآلهة من دون الله فإنّه يرى أنّه في شيء، حتى يأتيه الموت، فيستقبل الهَلَكة والندامة. وقوله: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض} يقول: أضلَّتْه، وهم الغِيلان، يَدعونه باسمه واسم أبيه وجدِّه، فيتَّبِعُها، ويَرى أنه في شيء، فيُصبِحُ وقد ألقَتْه في هلكة، وربما أكلَتْه، أو تُلْقِيه في مَضِلَّة من الأرض يهلِكُ فيها عطشًا، فهذا مَثَلُ مَن أجاب الآلهة التي تُعبَدُ من دون الله (١). (٦/ ٩٣)

٢٥٢٤٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {كالذي استهوته الشياطين} الآية، قال: هو الرجل الذي لا يستجِيبُ لهدى الله، وهو رجل أطاع الشيطان، وعَمِل في الأرض بالمعصية، وجارَ عن الحق، وضلَّ عنه، وله أصحابٌ يدعونه إلى الهدى، ويزعُمون أن الذي يأمرونه به هُدى الله، يقول الله ذلك لأوليائهم من الإنس، يقول: إنّ الهدى هدى الله، والضلالة ما يدعو إليه الجِنُّ (٢). (٦/ ٩٥)

٢٥٢٥٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا} قال: الأوثان. وفي قوله: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران} قال: رجلٌ حيرانُ يدعُوه أصحابه إلى الطريق، فذلك مثلُ مَن يَضِلُّ


(١) أخرجه ابن جرير ٩/ ٣٢٩ - ٣٣٠، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٢١ - ١٣٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن جرير ٣/ ٣٣١، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>