للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى بقي هو وخاصَّتُه، فأمرهم بالوقوف حتى بقي في حُجّابه وخُدّامه، فأمرهم بالوقوف، وتقدَّم وحده بحيث لا يرونه، ونزل عن دابَّته، ولبس ثيابا أُخَر، وسجد وتضرع إلى الله، فأجرى الله تعالى له الماء، فأتاه جبريل وحده في هيئة مُسْتَفْتٍ، وقال: ما يقول الأمير في رجل له عَبْدٌ، قد نشأ في نعمته، لا سَيِّدَ له غيره، فكَفَرَ نعمتَه، وجحد حقَّه، وادَّعى السِّيادَة دونَه؟ فكتب فرعون: جزاؤُه أن يُغرَق في البحر (١). (ز)

{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١)}

٣٤٨٧٥ - عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قال لي جبريلُ: ما أبْغَضتُ شيئًا مِن خلْق الله ما أبْغَضتُ إبليسَ يومَ أُمِر بالسجود فأَبى أن يَسْجُد، وما أبغضتُ شيئًا أشدَّ بُغضًا مِن فرعون، فلمّا كان يوم الغرق خِفتُ أن يعتَصِمَ بكلمةِ الإخلاص فينجُوَ، فأخذتُ قبضةً مِن حَمْأةٍ، فضربتُ بها في فِيه، فوجدتُ اللهَ عليه أشدَّ غضبًا مِنِّي، فأمر ميكائيل فأتاه، فقال: {آلآن وقدْ عصيت قبلُ وكنتَ من المفسدين}» (٢). (٧/ ٧٠١)

٣٤٨٧٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- قال: لَمّا خرج آخرُ أصحاب موسى ودخل آخرُ أصحاب فرعونَ؛ أُوحِيَ إلى البحر أن أطْبِقْ عليهم. فخرجت أُصْبُعُ فرعونَ بـ: لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل. قال جبريلُ: فعرفتُ أن الرَّبَّ رحيمٌ، وخِفتُ أن تُدْركَه الرحمةُ، فدَمَسْتُه بجناحي، وقلتُ: {آلآن وقد عصيت قبل} (٣). (٧/ ٦٩٩)

٣٤٨٧٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- قوله: {آلآن وقد عصيت قبل}، أي: لو كان هذا في الرَّخاءِ وكُنتَ مِن المفسدين (٤). (ز)

٣٤٨٧٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: بَعَثَ اللهُ إليه ميكائيلَ لِيُعَيِّرَه، فقال: {آلآن وقد عصيت قبلُ} (٥). (٧/ ٧٠٢)

٣٤٨٧٩ - قال مقاتل بن سليمان: {آلْآنَ} عند الموت تُؤْمِن {وقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} أي: قبل نزول العذاب، {وكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ} يعنى: مِن العاصِين (٦). (ز)


(١) تفسير الثعلبي ٥/ ١٤٧.
(٢) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩٨٣.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩٨٣.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩٨٣.
(٦) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٤٧ - ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>