للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (١٤)}

٣٨٩٢٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك-: {وما دعاء الكافرين} ربهم {إلا في ضلال}؛ لأنّ أصواتَهم محجوبةٌ عن الله تعالى (١). (ز)

٣٨٩٢٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وما دعاء الكفرين} يعني: وما عبادة الكافرين {إلا في ضلل} يعني: خُسْران، وباطل (٢). (ز)

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}

٣٨٩٢٤ - عن مُنذرٍ، قال: كان ربيعُ بن خُثيم إذا سجد في سجدة الرعد قال: بل طوعًا، يا ربَّنا (٣). (٨/ ٤١٥)

٣٨٩٢٥ - عن مجاهد بن جبر، في الآية، قال: الطائِعُ: المؤمنُ. والكارِهُ: ظِلُّ الكافرِ (٤). (٨/ ٤١٥)

٣٨٩٢٦ - عن سفيان، قال في تفسير مجاهد: {ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال}، قال: ظِلُّ المؤمنِ يسجد طوعًا وهو طائِع، وظِلُّ الكافر يسجد طوعًا وهو كارِه (٥). (ز)

٣٨٩٢٧ - عن الحسن البصري، في الآية، قال: يسجُدُ مَن في السماوات طوعًا، ومَن في الأرض طوعًا وكرْهًا (٦). (٨/ ٤١٥)

٣٨٩٢٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {ولله يسجُدُ من في السَّموات والأرض طوعًا وكرهًا}، قال: أمّا المؤمنُ فيسجُدُ طائعًا، وأمّا الكافرُ فيسجُدُ كارِهًا؛ يسجُدُ ظِلُّه (٧) [٣٥٠٢]. (٨/ ٤١٥)


[٣٥٠٢] ذكر ابنُ عطية (٥/ ١٩٤) أنّ {مَن} في قوله تعالى: {ولِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّماواتِ والأَرْضِ طَوْعًا وكَرْهًا} «تقع على الملائكة عمومًا، وسجودهم طوعًا بلا خلاف، وأمّا أهل الأرض فالمؤمنون منهم داخلون في مَن سجودهم طَوْعٌ، وأمّا سجود الكفرة فهو الكُرْه». ثم ذكر صنفين مِن الكفار يدخلون في الكُره بناءً على المقصود بالسجود في الآية: «فإن جعلنا السجود هذه الهيئة المعهودة فالمراد مِن الكفرة مَن يضمه السَّيْفُ إلى الإسلام -كما قال قتادة- فيسجد كرهًا؛ إمّا نفاقًا، وإمّا أن يكون الكره أول حاله فتستمر عليه الصفة، وإن صح إيمانه بعد. وإن جعلنا السجود الخضوع والتذلل على حسب ما هو في اللغة ... فيدخل الكفار أجمعون في {مَن}؛ لأنه ليس مِن كافر إلا ويلحقه مِن التذلل والاستكانة بقدرة الله أنواع أكثر مِن أن تحصى بحسب رزاياه واعتباراته». ونقل عن النحاس والزجاج قولهم: «إنّ الكره يكون في سجود عصاة المسلمين وأهل الكسل منهم». ثم انتقدهم قائلًا: «وإن كان اللفظ يقتضي هذا فهو قَلِق مِن جهة المعنى المقصود بالآية».

<<  <  ج: ص:  >  >>