للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلّه؛ على شرائع الإسلام كلها، فلم يُقبَض رسول الله حتى أتمّ الله ذلك له (١). (ز)

٧٦٧٣٥ - قال الحسن البصري: {لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ} حتى تدين له الأديانُ كلُّها، ويحكم على أهل الأديان كلّها (٢) [٦٦٠٢]. (ز)

٧٦٧٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: {هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ} محمدًا - صلى الله عليه وسلم - {بِالهُدى ودِينِ الحَقِّ} يعني: الإسلام؛ لأنّ كلّ دين باطل غير دين الإسلام، يعني: دين محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ {لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ} يعني: الأديان كلّها. ففعل الله تعالى ذلك، وأظهر دين محمد - صلى الله عليه وسلم - على أهل كلّ دين، حين قتلهم وأذلّهم، فأدَّوا إليه الجِزية. مثل قوله: {فَأَيَّدْنا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ} [الصَّف: ١٤]. {ولَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ} من العرب، يعني: كفار قريش (٣) [٦٦٠٣]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٧٦٧٣٧ - عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «لا يذهب الليل والنهار حتى تُعبد اللّات والعُزّى». فقالت عائشة: واللهِ، يا رسول الله، إن كنت لأظنّ حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ} الآيةَ أنّ ذلك سيكون تامًّا. فقال: «إنّه سيكون مِن ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحًا طيّبة،


[٦٦٠٢] علَّق ابنُ عطية (٨/ ٢٩٦) على هذا القول بقوله: «وهذا كان وُجِد».
[٦٦٠٣] ذكر ابنُ تيمية (٦/ ٢٩٩ - ٣٢٠) أنّ الظهور المراد هنا فُسّر بأنه ظهور بيان، وفُسّر بأنه ظهور سيف وسنان، ثم علَّق بقوله: «ولفظ الظهور يتناولهما؛ فإنّ ظهور الهدى بالعلم والبيان، وظهور الدّين باليد والعمل، والله تعالى أرسل رسوله بالهُدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله. ومعلوم أنّ ظهور الإسلام بالعلم والبيان قبل ظهوره باليد والقتال، فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مكث بمكة ثلاث عشرة سنة يُظهر الإسلام بالعلم والبيان والآيات والبراهين، فآمنتْ به المهاجرون والأنصار طوعًا واختيارًا بغير سيف؛ لما بان لهم من الآيات البينات والبراهين والمعجزات، ثم أظهره بالسيف، فإذا وجب علينا جهاد الكفار بالسيف ابتداءً ودفعًا؛ فلئن يجب علينا بيان الإسلام وإعلامه ابتداءً ودفعًا لِمَن يطعن فيه بطريق الأولى والأحرى».

<<  <  ج: ص:  >  >>