للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}

١٩٣٨٥ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {إلا الذين يصلون}، قال: يريدون ويلجؤون إلى قوم (١) [١٧٩٧]. (ز)

١٩٣٨٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: أراد بالقوم الذين بينكم


[١٧٩٧] نَقَل ابنُ جرير (٧/ ٢٩٣) عن بعض أهل العربية: «أنّ معنى قوله: {إلّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إلى قَوْمٍ}: إلا الذين يتصلون في أنسابهم لقوم بينكم وبينهم ميثاق، من قولهم: اتصل الرجل، بمعنى: انتمى وانتسب». واستشهدوا ببيتٍ من الشِّعر، ثم انتَقَدهم مستندًا إلى دلالة العقل، والواقع قائلًا: «ولا وجْه لهذا التأويل في هذا الموضع». وعلَّل ذلك بقوله: «لأنّ الانتساب إلى قوم من أهل الموادَعِة والعهد لو كان يُوجِب للمنتسبين إليهم ما لهم -إذا لم يكن لهم من العهد والأمان ما لمن له العهد والأمان منهم- لَما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقاتل قريشًا وهم أنسِباء السابقين الأولين، ولأهل الإيمان من الحق بإيمانهم أكثر مما لأهل العهد بعهدهم، وفي قتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشركي قريش بتركها الدخول فيما دخل فيه أهل الإيمان منهم مع قرب أنسابهم من أنساب المؤمنين منهم الدليلُ الواضح أنّ انتساب مَن لا عهد له إلى ذي العهد منهم لم يكن مُوجِبًا له من العهد ما لذي العهد منهم من انتسابه. فإن ظَنَّ ذو غَفْلَةٍ أن قتال النبي - صلى الله عليه وسلم - مَن قاتَل مِن أنْسِباء المؤمنين من مشركي قريش إنما كان بعد ما نُسِخ قوله: {إلّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ}، فإنّ أهل التأويل أجمعوا على أن ذلك نُسِخ ببراءَةَ، وبراءةُ نزلت بعد فتح مكة ودخول قريشٍ في الإسلام».
ونسب ابنُ عطية (٢/ ٦٢٣) هذا القول إلى أبي عبيدة، ثم انتَقَده قائلًا: «وهذا غير صحيح»، ثم نقل علَّة انتقاد ابن جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>