للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس واستغفروا الله} الآية، يعني: قريشًا. و {الناس}: العرب، في سنة الحج إلى عرفات، والوقوف عليها، والإفاضة منها. وأنزل الله تعالى فيما كانوا حَرَّموا على الناس من طعامهم ولباسهم عند البيت حين طافوا عراة، وحَرَّمُوا ما جاءوا به من الطعام من الحل: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين. قل من حرم زينة الله} إلى آخر الآية [الأعراف: ٣١ - ٣٢]. فوضع الله تعالى أمر الحُمْس، وما كانت قريش ابْتَدَعَتْ من ذلك على الناس في الإسلام حين بعث الله - عز وجل - رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - (١). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٧٠٠١ - عن جُبَيْر بن مُطْعِم، قال: أضْلَلْتُ بعيرًا لي، فذهبتُ أطلبه يوم عرفة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفًا مع الناس بعرفة، فقلتُ: واللهِ، إنّ هذا لَمِن الحُمْسِ، فما شأنه ههنا؟ وكانت قريش تُعَدُّ من الحُمْسِ. زاد الطبراني: وكان الشيطانُ قد استهواهم، فقال لهم: إنْ عظَّمْتُم غيرَ حَرَمِكم استخفَّ الناسُ حَرَمَكم. وكانوا لا يَخْرُجون من الحرم (٢). (٢/ ٤٢١)

٧٠٠٢ - عن جُبَيْر بن مُطْعِم، قال: كانت قريشُ إنّما تدفع من المزدلفة، ويقولون: نحن الحُمْسُ، فلا نخرج من الحرم. وقد تركوا الموقف على عرفة، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية يقف مع الناس بعرفة على جمل له، ثم يصبح مع قومه بالمزدلفة، فيقف معهم، ثم يدفع إذا دفعوا (٣). (٢/ ٤٢١)

٧٠٠٣ - عن جُبَيْر بن مُطْعِم، قال: لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُنَزَّل عليه، وإنّه لواقفٌ على بعير له بعرفات مع الناس، يدفع معهم منها، وما ذاك إلا توفيق من الله (٤). (٢/ ٤٢١)

{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٩٩)}

٧٠٠٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق عبد الله بن أبي المجالد- قال: إذا كان يومُ عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا في الملائكة، فيقول: هلم إلَيَّ عبادي، آمنوا بوعدي،


(١) سيرة ابن إسحاق ص ١٥٧، وأخرج ابن أبي حاتم ٢/ ٣٥٤ (١٨٦٣) أوله مختصرًا من طريق سلمة.
(٢) أخرجه البخاري (١٦٦٤)، ومسلم (١٢٢٠)، والنسائي (٣٠١٣)، والطبراني (١٥٥٦).
(٣) أخرجه الطبراني (١٥٧٨)، والحاكم ١/ ٤٦٤.
(٤) أخرجه الطبراني (١٥٧٧)، والحاكم ١/ ٤٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>