للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

١٤٨١٨ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ بيَّن للمؤمنين أنّه نازِلٌ بهم الشِّدَّةُ والبلاءُ في ذاتِ الله - عز وجل -، فقال: {أم حسبتم} يعني: أحَسِبتُم معشر المؤمنين {أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله} يعني: ولَمّا يرى اللهُ {الذين جاهدوا منكم} في سبيل الله {و} لَمّا {يعلم} يعني: يرى {الصابرين} عند البلاء، {وليمحص}. أي يقول: إذا جاهدوا وصبروا رأى ذلك منهم، وإذا لم يفعلوالم يرَ ذلك منهم (١). (ز)

١٤٨١٩ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} وتصيبوا من ثوابي الكرامة {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} يقول: ولَم أختبرْكم بالشِّدَّةِ وأبتليكم (٢) بالمكاره حتى أعلمَ صِدْقَ ذلك منكم؛ الإيمان بي، والصبر على ما أصابكم فِيَّ (٣) [١٤٠٥]. (٤/ ٤٣)

{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (١٤٣)}

[نزول الآية]

١٤٨٢٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفيِّ- أنّ رجالًا مِن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون: ليتنا نُقْتَلُ كما قُتِل أصحابُ بدر، ونستشهدُ. أو ليتَ لنا يومًا كيوم بدر نقاتل فيه المشركين، ونُبْلِي فيه خيرًا، ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق. فأشهدهم اللهُ أُحُدًا، فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم؛ فقال الله: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} (٤). (٤/ ٤٣)

١٤٨٢١ - عن الحسن البصري -من طريق عوف- قال: بلغني: أنّ رجالًا مِن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون: لَئِن لقينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لَنَفْعَلَنَّ ولَنَفْعَلَنَّ. فابْتُلُوا بذلك، فلا واللهِ، ما كُلُّهم صدقَ اللهَ؛ فأنزل الله: {ولقد كنتم تمنون الموت}


[١٤٠٥] لم يذكر ابنُ جرير (٦/ ٩١) غيرَ هذا القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>