[٣٥٨٨] اختُلِف في قوله تعالى: {لَهُ لَحافِظُونَ} على مَن يعود الضمير؟ على قولين: الأول: أنّه عائد على القرآن. الثاني: أنّه عائد على محمد - صلى الله عليه وسلم -. ووجَّه ابنُ عطية (٥/ ٢٧٥) القول الأول بقوله: «والمعنى: لحافظون مِن أن يُبَدَّل أو يُغَيَّر كما جرى في سائر الكتب المنزلة». ووجَّه القول الثاني بقوله: «أي: نحفظه مِن أذاكم، ونحوطه من مكركم وغيره ... وفي ضمن هذه العِدَة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أظهر الله به الشرع وحان أجله». ورجَّح ابنُ كثير (٨/ ٢٤٦) مستندًا إلى دلالة السياق القول الأول، فقال: «والمعنى الأول أولى، وهو ظاهر السياق».وزاد ابنُ عطية قولًا أن المعنى: «لحافظون باختزانه في صدور الرجال». ثم علَّق عليه بأنّ معناه متقارب مع القول الأول.