[١١٤١] حكى ابنُ جرير (٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧) عن بعض المتأخرين مِن أهل العربية أنّه كان يقرأ بفتح الألف مِن قوله تعالى: {إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ}، بمعنى: شهد الله أنّه لا إله إلا هو، وأنّ الدين عند الله الإسلام. وأنّهم احْتَجُّوا بقراءةٍ لابن عباس قرأ فيها: (شَهِدَ اللهُ إنَّهُ لا إلَهَ إلّا هُوَ ... أنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإسْلامُ)، أي: بكسر «إن» الأولى، وفتح» أنَّ «الثانية، وانتَقَدَ هذه القراءة، ثُمَّ قال: «وقد رُوِي عن السُّدِّيِّ في تأويل ذلك قولٌ كالدّالِّ على تصحيحِ ما قرأ به في ذلك مَن ذكرنا قوله مِن أهل العربية». وذكر أثر السدي، ثم وجَّهه (٥/ ٢٧٧ - ٢٧٨) قائلًا: «فهذا التأويل يدلُّ على أنّ الشهادة إنما هي عاملةٌ في» أنَّ «الثانية التي في قوله:» أنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإسْلامُ «. فعلى هذا التأويل جائزٌ في» أنّ «الأولى وجْهان مِن التأويل؛ أحدهما: أن تكون الأولى منصوبةً على وجْه الشّرط، بمعنى: شهد اللهُ بأنّهُ واحدٌ ... والشهادةُ عاملةٌ في» أنَّ «الثانية، كأنك قلتَ: شهدَ اللهُ أنّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلامُ؛ لأنّهُ واحدٌ. ثم تقَدَّم» لأنّهُ واحدٌ «، فَتَفْتَحُها على ذلك التأويل. والوجه الثاني: أن تكون» إنّ «الأولى مكسورة بمعنى الابتداء؛ لأنها مُعْتَرَضٌ بها، والشهادةُ واقعةٌ على» أنَّ «الثانية، فيكون معنى الكلام: شهد الله -فإنه لا إله إلا هو- والملائكةُ أنّ الدين عند الله الإسلام، كقول القائل: أشْهَدُ -فإنِّي مُحِقٌّ- أنّك مما تُعابُ به بريء. فـ» إنّ «الأولى مكسورة لأنها مُعْتَرِضَة، والشهادةُ واقعةٌ على» أنَّ «الثانية».