للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آثار متعلقة بالآية]

٣٤٢١١ - عن خليفةَ العَبْديِّ، قال: لو أنّ الله -تَبارَك وتعالى- لم يُعْبَدْ إلا عن رؤيةٍ ما عبَده أحدٌ، ولكن المؤمنون تفكَّروا في مَجِيء هذا الليلِ إذا جاء، فمَلَأَ كلَّ شيءٍ، وغَطّى كلَّ شيءٍ، وفي مجيءِ سُلطانِ النهارِ إذا جاء، فمحا سُلطانَ الليلِ، وفي السحابِ المُسَخَّرِ بين السماء والأرض، وفي النجوم، وفي الشتاء، والصيف، فواللهِ، ما زال المؤمنون يَتَفَكَّرون فيما خلق ربُّهم -تَبارَك وتعالى- حتى أيْقَنَتْ قلوبُهم بربِّهم - عز وجل -، وكأنّما عبَدُوا الله عن رؤية (١). (٧/ ٦٣٢)

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا}

٣٤٢١٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون}، قال: إذا شئت رأيت صاحب دنيا، لها يفرح، ولها يحزن، ولها يرضى، ولها يسخط (٢) [٣٠٩٨]. (ز)

٣٤٢١٣ - قال مقاتل بن سليمان: {إنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا}، يعني: لا يخشون لقاءنا، يعني: البعث، والحساب (٣). (ز)

٣٤٢١٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إنّ الَّذِينَ لا يَرجُونَ لِقَآءَنا ورَضُوا بِالحَياةِ الدُّنيا} الآية كلَّها، قال: هؤلاء أهلُ الكفرِ (٤) [٣٠٩٩]. (٧/ ٦٣٢)


[٣٠٩٨] علَّق ابنُ عطية (٤/ ٤٥٤ بتصرف) على قول قتادة بقوله: «فكأنّ قتادة صوَّرها في العُصاة، ولا يترتب ذلك إلا مع تأول الرجاء على بابه؛ إذ قد يكون العاصي المُجلِّح مستوحشًا من آخرته، فأمّا على تأويل الرجاء بالخوف فالمعنى: فمن لا يخاف لقاء الله فهو كافر».
[٣٠٩٩] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٤٥٤) أنّ المهدويَّ حكى عن بعض أهل اللغة: أنّ لفظة الرجاء إذا جاءت منفيَّة فإنها تكون بمعنى: الخوف، وحكي عن بعضهم أنّها تكون بمعناها في كل موضع تدل عليه قرائن ما قبله وما بعده، ثم علَّق بقوله: «فعلى هذا التأويل معنى الآية: إنّ الذين لا يخافون لقاءنا». ثُمَّ بيَّن أنّ بعض أهل العلم قال: إنّ الرجاء في هذه الآية على بابه، وذلك أنّ الكافر المُكَذِّب بالبعث ليس يرجو رحمةً في الآخرة، ولا يُحْسِن ظنًّا بأنّه يلقى الله، ولا له في الآخرة أمل، فإنّه لو كان له فيها أملٌ لَقارنه لا محالة خوفٌ، وهذه الحال من الخوف المقارن هي القائدة إلى النجاة «. ثم قال:» والذي أقول: إنّ الرجاء في كل موضع على بابه".

<<  <  ج: ص:  >  >>