للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٤٩)}

٢٢٧٩٢ - قال مقاتل بن سليمان: {فَإنْ تَوَلَّوْا} يقول: فإن أبَوْا حكمك؛ {فاعْلَمْ أنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أنْ يُصِيبَهُمْ} يعني: أن يعذبهم في الدنيا بالقتل والجلاء من المدينة إلى الشام {ببعض ذنوبهم} يعني: ببعض الدماء التي كانت بينهم من قبل أن يُبعث محمد - صلى الله عليه وسلم -، {وإنَّ كَثِيرًا مِنَ النّاسِ} يعني: رءوس اليهود {لَفاسِقُونَ} يعني: لعاصون حين كرهوا حكمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر الدماء بالحق، فقال كعب بن الأشرف، ومالك بن الضيف، وكعب بن أسيد للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لا نرضى بحكمك (١). (ز)

{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)}

[نزول الآية]

٢٢٧٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: قالت بنو قريظة؛ أبو لبابة، وشعبة بن عمرو، ورافع بن حريملة، وشاس بن عمرو للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إخواننا بني النضير، كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك بن الضيف، وغيرهم، أبونا واحد، وديننا واحد، إذا قتل أهل النَّضِير مِنّا قتيلًا أعطونا سبعين وسْقًا من تمر، وإن قتلنا منهم قتيلًا أخذوا منا مائة وأربعين وسْقًا من تمر، وجراحاتنا على أنصاف جراحاتهم، فاقض بيننا وبينهم، يا محمد. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ دم القُرَظِيِّ وفاءٌ من دم النضيري، وليس للنضيري على القرظي فضل في الدم، ولا في العقل». قال كعب بن الأشرف، ومالك بن الضيف، وكعب بن أسيد، وأصحابهم: لا نرضى بقضائك، ولا نطيع أمرك، ولنأخذن بالأمر الأول؛ فإنّك عدونا، وما تَأْلُو أن تَضَعَنا وتَضُرَّنا. وفي ذلك يقول الله تعالى: {أفَحُكْمَ الجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} يعني: حكمهم الأول، {ومَن أحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا} يقول: فلا أحد أحسن من الله حكمًا {لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} وعد الله - عز وجل - ووعيده (٢). (ز)

٢٢٧٩٤ - عن ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قال: لَمّا رأتْ قريظةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حكَم بالرَّجم، وكانوا يُخفونه في كتابهم، نهضَتْ قريظة فقالوا: يا محمد، اقْضِ بيننا


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٨٣.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٧٩ - ٤٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>