للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}

١٥٥٨٢ - عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في قوله: {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}، قال: ولا يَطَّلِع على الغيب إلا رسول (١). (٤/ ١٥٣)

١٥٥٨٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}: وما كان الله ليُطْلِع محمدًا على الغيب، ولكن الله اجتباه فجعله رسولًا (٢). (ز)

١٥٥٨٤ - قال مقاتل بن سليمان: قال سبحانه: {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}، وذلك أنّ الكفار قالوا: إن كان محمد صادقًا فليخبرنا بمن يؤمن منا ومن يكفر. فأنزل الله - عز وجل -: {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}، يعني: ليطلعكم على غيب ذلك، إنما الوحي إلى الأنبياء بذلك، فذلك قوله سبحانه: {ولَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُسُلِهِ مَن يَشاءُ} (٣). (ز)

١٥٥٨٥ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {وما كان الله ليطلعكم على الغيب} أي: فيما يريد أن يبتليكم به، لتحذروا ما يدخل عليكم فيه (٤). [١٤٧٧] (ز)


[١٤٧٧] جمع ابنُ جرير (٦/ ٢٦٥ - ٢٦٦) بين قول السدي من طريق أسباط، وقول ابن إسحاق من طريق سلمة، بأن المعنى: وما كان الله ليطلعكم على ضمائر قلوب عباده، فتعرِفوا المؤمن منهم مِن المنافق والكافر، ولكنه يميِّز بينهم بالمحن والابتلاء، ثم قال معللًا بالسياق: «لأن ابتداءها خبرٌ مِن الله -تعالى ذِكْرُه- أنه غيرُ تاركٍ عباده -يعني: بغير مِحَن- حتى يُفرِّق بالابتلاء بَيْن مؤمنهم وكافرهم وأهل نفاقهم، ثم عقَّب ذلك بقوله: {وما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ}، فكان فيما افتتح به مِن صفة إظهار الله نفاق المنافق، وكُفْر الكافر، دلالةٌ واضحةٌ على أن الذي ولِيَ ذلك هو الخبر عن أنه لم يكن ليطلعهم على ما يخفى عنهم مَن باطن سرائرهم، إلا بالذي ذَكَر أنه مميِّزٌ به بينهم، إلا مَن استثناه مِن رسله، الذي خصَّه بعلمه جلّ وعزّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>