(١) ومن هنا ربما عُدَّ ذلك من تفسيره فكثرت آثاره التفسيرية نسبيًّا. (٢) سير أعلام النبلاء ١/ ٣٩٢. (٣) مما يحسن التنبيه عليه هنا أن كثيرًا ممن كتب في تاريخ التفسير من المعاصرين وذكر المدارس التفسيرية عدَّ أُبي بن كعب إمام مدرسة المدينة في التفسير، وأرى أن ما وصلنا من قلة آثار أُبَيّ مع عدم اشتهاره في عقد مجالس تفسير وتصدره لتعليمه كما كان في الإقراء يدل على ضعف ذلك الاختيار، ويؤكده ما ذكروه من مفسري هذه المدرسة؛ حيث إن جميعهم لم يدرك أُبيَّا -فضلًا على أن يتتلمذ عليه- سوى أبي العالية، ويبدو أن البعض لاحظ ذلك فجعل إمامة المدرسة المدنية في التفسير لزيد بن ثابت، فما صنع شيئًا! بل وقع في ما هو أبعد إشكالًا، إذ إن ما ورد عن زيد في المسير أقل بكثير مما ورد عن أُبَيٍّ كما سيأتي، والذي يظهر -واللَّه أعلم- إن كان ثمة مدرسة مدنية في التفسير فإمامها هو عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- وإن قلّت آثاره التفسيرية- لما ورد عنه من آثار واضحة في بناء أصول هذا العلم وتأسيسه، والأقرب -كما تقدم في تاريخ التفسير- عدم وجود مدارس تفسيرية، وأن عمر -رضي اللَّه عنه- هو إمام علم التفسير عمومًا بعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فابن عباس تلميذه وتخرج عليه، وابن مسعود لم يكن يجاوز قوله فيما ذكر، رضي اللَّه عنهم أجمعين.