من شارك فيها من القراء والعلماء، كأبي الجوزاء (ت: ٨٣ هـ)، وعبد اللَّه بن شداد بن الهاد (ت: ٨٣ هـ)، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (ت: ٨٣ هـ)، وختم حياته بقتل سعيد بن جبير (ت: ٩٥ هـ).
[٤ - ظهور المبتدعة والفرق الضالة]
وهو أثر من آثار فتنة مقتل عثمان -رضي اللَّه عنه-، أفردناه لعظم شأنه وامتداد سيئ آثاره إلى يومنا هذا، حيث أدى إلى افتراق الأمة إلى حزبين بين علي ومعاوية -رضي اللَّه عنهما-، وعلى إثره بدأ التفرق والتشرذم بظهور الخوارج والشيعة، وسرعان ما تبعتهما الفرق الأخرى، وأدى ذلك إلى ظواهر عديدة أثَّرت في تاريخ التفسير، من ذلك:
[أ - ظهور الانحراف في التفسير]
حين خرجت الخوارج أول الفرق الضالة عام ٣٧ هـ، ظهر عن طريقهم أول انحراف في تفسير القرآن مبني على الجهل والتعصب والهوى، حيث أُتوا من جهلهم بالقرآن، وكفَّروا عليًّا والصحابة، "واعتلُّوا بقول اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة: ٤٤]، وقوله:{فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، قالوا: فأمر اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- وحكم بقتال أهل البغي، وترك عليٌّ قتالهم لمَّا حكم، وكان تاركًا لحكم اللَّه سبحانه، مستوجبًا للكفر، لقول اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} "(١)، فأرسل إليهم عليٌّ -رضي اللَّه عنه- حبر الأمة عبد اللَّه بن عباس -رضي اللَّه عنهما-، فناظرهم، وأوضح لهم انحرافهم في فهم القرآن حتى عاد أكثرهم.
ثم بعد استشهاد علي -رضي اللَّه عنه- برزت الشيعة وغلَوا في عليٍّ وأبنائه، خصوصا بعد استشهاد الحسين، وانشقوا عن جماعة المسلمين وصارت لهم الآراء والمعتقدات الخاصة، وحرفوا القرآن وفسّروه بأهوائهم ليوافق ضلالاتهم، ومن هنا كثر كذبهم على عَلِيٍّ وأئمتهم، واختلطت كثير من المرويات عن عليٍّ وأهل بيته بكذبهم وأباطيلهم.
بل ربما كانوا أسبق بالانحراف في التفسير من غيرهم، فهذا عبد اللَّه بن سبأ -رأس السبئية من فرقهم وموقد الفتنة- يتنمل بين البلدان ليبث الضلالات ويشعل