السوء. ثم ذكر أنهم إذا انطلقوا إلى مغانم ليأخذوها التمسوا الخروج معهم لعَرَض الدنيا، ثم ذكر أنّ المنافقين سُيدعَون إلى قوم أولي بأس شديد يقاتلونهم أو يُسلمون ما يبتليهم، فإن أطاعوا أثابهم على الطاعة، وإن تَوَلّوا كفعلهم أوّل مرّة عذّبهم عذابًا أليمًا. ثم ذكر مَن بايع تحت الشجرة، ثم ذكر ما أثابهم على ذلك مِن الفتح والمغانم الكثيرة، وعجّل لهم مغانم كثيرة، ثم ذكر نعمته عليهم بكفّ أيدي العدوّ عنهم، ثم بشّره - صلى الله عليه وسلم - بمكة أنه قد أحاط بها، ثم ذكر أن لو قاتلهم الذين كفروا لولّوا الأدبار ثم لا يجدون وليًّا ولا نصيرًا، ولأعطيناكم النّصر والظّفر عليهم، ثم ذكر المشركين وصدّهم المسلمين عن البيت الحرام والهَدْي معكوفًا أن يبلغ مَحِلّه، وأخبر أن لولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرَّة بغير علم لو كان قتال، ثم قال:{لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما}[الفتح: ٢٥]، ثم ذكر الحميّة التي جعلها الله في قلوبهم حين أبَوا أن يُقرّوا لله -تبارك وتعالى- باسمه، وللرسول باسمه، وذكر الذي أنزل الله تعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المؤمنين مِن السَّكينة حتى لا يحموا كما حمي المشركون لوقع القتال، فيكون فيه معرّة، ثم ذكر أنه قد صدق {رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين} إلى {فتحا قريبا}[الفتح: ٢٧](١). (ز)
٧١٠٦٧ - عن علي، قال: صلّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الفجرَ ذات يوم بغَلَس، وكان
(١) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٦١ - ١٦٢، وقال عقبه: هذا لفظ حديث أبي الأسود، عن عروة، وحديث موسى بن عقبة بمعناه. قال: والفتح القريب الذي أعطاه الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الظّفر على عدوه في القضية التي قاضاهم عليها يوم الحُدَيبية، على أنه يرجع من العام المقبل في الشهر الحرام الذي صُد فيه آمنًا هو في أصحابه، ويقول ناس: الفتح القريب خَيْبَر وما ذُكر فيها، وقد سمى الله فتح خَيْبَر في آية أخرى فتحًا قريبًا قال: {فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} [الفتح: ١٨]، فكان الصُّلح بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش سنتين، يأمن بعضهم بعضًا، هذا لفظ حديث موسى بن عقبة، وحديث عروة بمعناه".