وانتقد ابنُ جرير (١٠/ ١٨١) قول مجاهد لمخالفته اللغة، والدلالة العقلية، فقال: «هذا القول الذي ذكرناه عن مجاهد قولٌ لا معنًى له؛ لأنّ قول القائلين: {فما كان لكم علينا من فضل} لمن قالوا ذلك إنّما هو توبيخ منهم على ما سَلَف منهم قبل تلك الحال، يدل على ذلك دخول {كان} في الكلام، ولو كان ذلك منهم توبيخًا لهم على قيلهم الذي قالوا لربهم: {آتهم عذابا ضعفا من النار} لكان التوبيخ أن يُقال: فما لكم علينا من فضل في تخفيف العذاب عنكم، وقد نالكم من العذاب ما قد نالنا. ولم يقل: {فما كان لكم علينا من فضل}». [٢٥١٠] رَجَّح ابنُ جرير (١٠/ ١٨٠ - ١٨١) معنى قول أبي مجلز، والسدي بعده مستندًا إلى أقوال السلف في ذلك. وعلَّق ابنُ عطية (٣/ ٥٦٢) عليه بقوله: «فقوله: {فذوقوا} على هذا من كلام الأمة المتقدمة للأمة المتأخرة». ثم ذكر قولًا لم ينسبه لأحد: أنّ ذلك من كلام الله تعالى.