للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٢٥٦ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ثم نكسوا على رءوسهم} خزيًا؛ قد حَجَّهم (١) [٤٣٦٢]. (ز)

{قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (٦٦)}

٤٩٢٥٧ - قال مقاتل بن سليمان: {قال} لهم إبراهيم عند ذلك: {أفتعبدون من دون الله} مِن الآلهة {ما لا ينفعكم شيئا} إن عبدتموهم، {ولا يضركم} إن لم تعبدوهم (٢). (ز)

٤٩٢٥٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} الآية، يقول -ي?: ألا ترون أنّهم لم يدفعوا عن أنفسهم الضُرَّ الذي أصابهم، وأنهم لا ينطقون فيخبرونكم مَن صنع ذلك بهم، فكيف ينفعونكم أو يضرون؟! (٣). (ز)

٤٩٢٥٩ - قال يحيى بن سلّام: {قال} لهم: {أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} يعني: أصنامهم (٤). (ز)


[٤٣٦٢] اختلف السلف في تفسير قوله: {ثم نكسوا على رءوسهم} الآية؛ فقال بعضهم: غُلِبوا على حُجَّتهم؛ فاحتجوا على إبراهيم بما هو حُجَّة له. وهو قول قتادة وغيره. وقال بعضهم: ثم نكسوا في الفتنة. وهو قول السدي.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٣٠٣) مستندًا إلى اللغة، والدلالة العقلية القول الأول، وعلَّل ذلك بقوله: «وإنما اخترنا القول الذي قلنا في معنى ذلك لأنّ نكس الشيء على رأسه: قلبه على رأسه، وتصيير أعلاه أسفله. ومعلومٌ أنّ القوم لم يُقْلَبوا على رءوس أنفسهم، وأنهم إنما نكست حجتهم، فأُقِيم الخبر عنهم مقام الخبر عن حُجَّتهم. وإذ كان ذلك كذلك فنكس الحجة لا شك إنما هو احتجاج المحتج على خصمه بما هو حجة لخصمه».
ووافقه ابنُ كثير (٩/ ٤١٥) مستندًا إلى ظاهر الآية، فقال: «وقول قتادة أظهر في المعنى؛ لأنهم إنما فعلوا ذلك حيرة وعجزًا؛ ولهذا قالوا له: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}، فكيف تقول لنا: سَلُوهم إن كانوا ينطقون، وأنت تعلم أنها لا تنطق؟! فعندها قال لهم إبراهيم لَمّا اعترفوا بذلك: {أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} أي: إذا كانت لا تنطق، وهي لا تضر ولا تنفع، فلِم تعبدونها من دون الله؟!».
ثم انتقد (١٦/ ٣٠٣) ابنُ جرير مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ الثاني، فقال: «وأما قول السدي: ثم نكسوا في الفتنة. فإنهم لم يكونوا خرجوا مِن الفتنة قبل ذلك فنكسوا فيها!».

<<  <  ج: ص:  >  >>