للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (٨)}

٦٧١٨٩ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ} لأبي حذيفة: {تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا} في الدنيا إلى أجلك {إنَّكَ مِن أصْحابِ النّارِ} (١). (ز)

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (٩)}

[قراءات]

٦٧١٩٠ - عن سعيد بن جُبيْر -من طريق جعفر- أنه كان يقرأ: (أمَّنْ هُوَ قانِتٌ آنَآءَ اللَّيْلِ ساجِدًا وقَآئِمًا يَحْذَرُ عَذابَ الآخِرَةِ) (٢) [٥٦١١]. (١٢/ ٦٣٧)


[٥٦١١] اختلفت القرأة في قراءة قوله تعالى: {أمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ} على قراءتين: الأولى: «أمَن» بتخفيف الميم، ونقل ابنُ جرير (٢٠/ ١٧٤ - ١٧٥ بتصرف) توجيهها بقوله: «ولقراءتهم ذلك كذلك وجهان: أحدهما: أن يكون الألف في «أمَن» بمعنى الدعاء، يراد بها: يا مَن هو قانتٌ آناء الليل، والعرب تنادي بالألف كما تنادي بـ» يا «. والمعنى: قل تمتع -أيُّها الكافر- بكفرك قليلًا، إنك من أصحاب النار، ويا من هو قانتٌ آناء الليل ساجدًا وقائمًا، إنك من أهل الجنة. والثاني: أن تكون الألف التي في قوله: «أمَن» ألف استفهام، فيكون معنى الكلام: أهذا كالذي جعل لله أندادًا ليضل عن سبيله؟ ثم اكتفى بما قد سبق من خبر الله عن فريق الكفر به مِن أعدائه، إذ كان مفهومًا المراد بالكلام». واستشهد ببيتٍ من الشعر. الثانية: {أمَّنْ} بتشديد الميم، والمعنى: «أم من هو؟ ويقولون: إنما هي {أمَّنْ} استفهامٌ اعتُرِض في الكلام بعد كلامٍ قد مضى، فجاء بـ» أم «».
ووجَّهها ابنُ جرير (٢٠/ ١٧٥) بقوله: «فعلى هذا التأويل يجب أن يكون جواب الاستفهام متروكًا من أجل أنه قد جرى الخبر عن فريق الكفر، وما أُعِدَّ له في الآخرة، ثم أُتْبِع الخبر عن فريق الإيمان، فعُلِم بذلك المراد، فاستُغْنِي بمعرفة السامع بمعناه من ذكره، إذ كان معقولًا أن معناه: هذا أفضل أم هذا؟».
ثم رجَّح «أنهما قراءتان قرأ بكلِّ واحدةٍ علماءُ من القرأة، مع صحة كلِّ واحدةٍ منهما في التأويل والإعراب، فبأيَّتِهما قرأ القارئ فمصيبٌ».
وذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٧٨) الوجهين الذين ذكرهما ابنُ جرير على القراءة الأولى، ثم علَّق (٧/ ٣٧٩) على الوجه الأول بقوله: «ولا يوقف -على هذا التأويل- على قوله سبحانه: {ويَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}».
ثم انتقده مستندًا إلى السياق قائلًا: «وهذا المعنى صحيح، إلا أنه أجنبيٌّ مِن معنى الآية قبله وبعده». وعلَّق على الثاني بقوله: «ويوقف -على هذا التأويل- على قوله سبحانه: {ويَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}».
وبيَّن ابنُ عطية (٧/ ٣٧٩) أن «أمْ» في القراءة الثانية دخلت على «مَن»، ثم علَّق بقوله: «والكلام -على هذه القراءة- لا يحتمل إلا المعادلة بين صنفين، فيحتمل أن يكون ما يعادل» أم «متقدِّمًا في التقدير، كأنه يقول: أهذا الكافر خيرٌ أمْ مَن؟ ويحتمل أن تكون» أم «قد ابتدأ بها بعد إضراب مقدر، ويكون المعادل في آخر الكلام». ثم ذهب إلى أن «الأول أبْيَن» ولم يذكر مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>