ووجَّهها ابنُ جرير (٢٠/ ١٧٥) بقوله: «فعلى هذا التأويل يجب أن يكون جواب الاستفهام متروكًا من أجل أنه قد جرى الخبر عن فريق الكفر، وما أُعِدَّ له في الآخرة، ثم أُتْبِع الخبر عن فريق الإيمان، فعُلِم بذلك المراد، فاستُغْنِي بمعرفة السامع بمعناه من ذكره، إذ كان معقولًا أن معناه: هذا أفضل أم هذا؟». ثم رجَّح «أنهما قراءتان قرأ بكلِّ واحدةٍ علماءُ من القرأة، مع صحة كلِّ واحدةٍ منهما في التأويل والإعراب، فبأيَّتِهما قرأ القارئ فمصيبٌ». وذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٧٨) الوجهين الذين ذكرهما ابنُ جرير على القراءة الأولى، ثم علَّق (٧/ ٣٧٩) على الوجه الأول بقوله: «ولا يوقف -على هذا التأويل- على قوله سبحانه: {ويَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}». ثم انتقده مستندًا إلى السياق قائلًا: «وهذا المعنى صحيح، إلا أنه أجنبيٌّ مِن معنى الآية قبله وبعده». وعلَّق على الثاني بقوله: «ويوقف -على هذا التأويل- على قوله سبحانه: {ويَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}». وبيَّن ابنُ عطية (٧/ ٣٧٩) أن «أمْ» في القراءة الثانية دخلت على «مَن»، ثم علَّق بقوله: «والكلام -على هذه القراءة- لا يحتمل إلا المعادلة بين صنفين، فيحتمل أن يكون ما يعادل» أم «متقدِّمًا في التقدير، كأنه يقول: أهذا الكافر خيرٌ أمْ مَن؟ ويحتمل أن تكون» أم «قد ابتدأ بها بعد إضراب مقدر، ويكون المعادل في آخر الكلام». ثم ذهب إلى أن «الأول أبْيَن» ولم يذكر مستندًا.