للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩٦٨٤ - قال يحيى بن سلام: بَلَغَنِي: أنّه إذا كان الأمرُ أشدَّ من ذلك كبَّر أربع تكبيرات (١). (ز)

{فَإِذَا أَمِنْتُمْ}

٩٦٨٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- {فَإذا أمِنتُمْ}، قال: خرجتم من دار السفر إلى دار الإقامة (٢). (٣/ ١٠٩)

٩٦٨٦ - قال مقاتل بن سليمان: {فَإذا أمِنتُمْ} العدُوَّ (٣). (ز)

٩٦٨٧ - عن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله: {فَإذا أمِنتُمْ} من العدوِّ (٤). (ز)

٩٦٨٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في الآية، قال: {فَإذا أمِنتُمْ فاذْكُرُوا اللَّهَ}: فصَلُّوا الصلاةَ كما افْتَرَضَ اللهُ عليكم، إذا جاء الخوفُ كانت لهم رخصةٌ (٥) [٩٢٥]. (٣/ ١١٠)


[٩٢٥] اختلف المفسرون في تفسير قوله: {فإذا أمنتم فاذكروا الله}؛ فقال قوم: المعنى: فإذا أمنتم مِمَّن كنتم تخافونه على أنفسكم حال صلاتكم فصَلُّوا. وقال آخرون: المعنى: إذا خرجتم من دار السفر إلى دار الإقامة.
ورَجَّح ابنُ جرير (٤/ ٣٩٦ بتصرف) القولَ الأول، وانتَقَدَ الثانيَ الذي قاله مجاهد مستندًا إلى الإجماع، والسياق، فقال: «هذا القول الذي ذكرنا عن مجاهد قولُ غيرِه أوْلى بالصواب منه؛ لإجماع الجميع على أنّ الخوف متى زال فواجبٌ على المصلي المكتوبةَ -وإن كان في سفرٍ- أداؤُها بركوعها وسجودها وحدودها، وقائمًا بالأرض غيرَ ماشٍ ولا راكب، كالذي يجب عليه من ذلك إذا كان مقيمًا في مصره وبلده، إلا ما أبيح له مِن القصر فيها في سفره. ولم يجرِ في هذه الآية للسفر ذِكْرٌ، فيتوجه قوله: {فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون} إليه. فإن كان جرى للسفر ذِكْرٌ، ثم أراد الله -تعالى ذكره- تعريفَ خلقه صفةَ الواجب عليهم من الصلاة بعد مقامهم لقال: فإذا أقمتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. ولم يقل: {فإذا أمنتم}».
وعلَّق ابنُ عطية (١/ ٦٠٥) فقال: «وفي هذا تحويم على المعنى كثير». وذكَر قولَيْن آخَرَيْن: الأول: أن المعنى: فإذا زال خوفكم الذي ألجأكم إلى هذه الصلاة فاذكروا الله بالشكر على هذه النعمة في تعليمكم هذه الصلاة التي وقع بها الإجزاء، ولم تَفُتْكم صلاة من الصلوات، وعلَّق عليه بقوله: «وهذا هو الذي لم يكونوا يعلمونه». الثاني: فإذا كنتم آمنين قبل، أو بعد، كأنه قال: فمتى كنتم على أمن فاذكروا الله، أي: صلوا الصلاة التي قد علمتموها، أي: فصَلُّوا كما علَّمكم صلاةً تامةً، وذكر أن النقاش حكاه هو وغيره. ثم علَّق بقوله: «وقوله -على هذا التأويل- {ما لم تكونوا} بدل من» ما «التي في قوله: {كما}، وإلا لم يتَّسِق لفظ الآية، وعلى التأويل الأول {ما} مفعولة بـ {علمكم}».

<<  <  ج: ص:  >  >>