للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشجرةُ، إنّما ثبت أصلُه في الأرض، وبَلَغ فرعُه في السماء (١) [٣٥٥٩]. (٨/ ٥١٢)

٣٩٦٦٥ - قال مقاتل بن سليمان: {كشجرة طيبة}، يعني بالطيبة: الحسنة، كما أنّه ليس في الكلام شيءٌ أحسن ولا أطيب مِن الإخلاص؛ قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فكذلك ليس في الثمار شيء أحلى ولا أطيب مِن الرطبة، وهي النَّخلة (٢). (ز)

٣٩٦٦٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {تؤتي أكلها كل حين}، قال: هي النَّخلة (٣) [٣٥٦٠]. (ز)

{أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤)}

٣٩٦٦٧ - عن عدِيِّ بن حاتم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « ... {كشجرةٍ طيبةٍ} يعني بها: قريشًا، {أصلُها ثابتٌ} يقول: أصلُها كبيرٌ، {وفرعُها في السَّماءِ} يقولُ:


[٣٥٥٩] نقل ابنُ القيم (٢/ ٩٣) عن الربيع بن أنس قوله: «كلمة طيبة: هذا مثل الإيمان، فالإيمان: الشجرة الطيبة، وأصلها الثابت الذي لا يزول: الإخلاص فيه، وفرعها في السماء: خشية الله». ثم رجَّحه مستندًا إلى أنّه الأظهر قائلًا: «والتشبيه على هذا القول أصحُّ وأظهر وأحسن». ثم وجّهه قائلًا: «فإنّه سبحانه شبَّه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل، الباسقة الفرع في السماء علوًّا، التي لا تزال تؤتي ثمرتها كل حين. وإذا تأملت هذا التشبيه رأيته مطابقًا لشجرة التوحيد الثابتة الراسخة في القلب، والتي فروعها من الأعمال الصالحة صاعدة إلى السماء».
[٣٥٦٠] اختُلِف في الشجرة التي جعلها الله مثلًا للكلمة الطيبة على قولين: الأول: هي النخلة. الثاني: هي شجرة في الجنة.
ورجَّح ابنُ جرير (١٣/ ٦٤١) مستندًا إلى السنة القول الأول، وهو قول ابن مسعود وما في معناه، ثم أورد (١٣/ ٦٤١ - ٦٤٣) عدة روايات عن ابن عمر تؤيد هذا المعنى، وذكر ابنُ عطية (٥/ ٢٤٣ - ٢٤٤) القولين، ثم علَّق عليهما بقوله: «ويحتمل أن تكون شجرة غير معيَّنة، إلا أنها كل ما اتصف بهذه الصفات، فيدخل فيه النخلة وغيرها، وقد شبَّه الرسول -عليه الصلاة والسلام- المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأُتْرُجَّة، فلا يتعذَّر أن يُشَبَّه أيضًا بشجرتها».
ووجَّه ابنُ القيم (٢/ ٩٤) القول الثاني بقوله: «ومَن قال من السلف: إنها شجرة في الجنة، فالنخلة من أشرف أشجار الجنة».

<<  <  ج: ص:  >  >>