مِن الأجر إذا جاهدنا في سبيل الله؟ فأنزل الله تعالى:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِن عَذابٍ ألِيمٍ}(١). (ز)
[تفسير الآية]
٧٦٧٤٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {هَلْ أدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِن عَذابٍ ألِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، قال: الحمد لله الذي بيّنَها (٢). (ز)
٧٦٧٤٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ} الآية، قال: فلولا أنّ الله بيّنَها ودلّ عليها لَتَلَهَّفَ (٣) الرجال أن يكونوا يعلمونها حتى يطلبوها، ثم دلّهم الله عليها، فقال:{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ} الآية (٤). (١٤/ ٤٤٩)
٧٦٧٤٥ - قال محمد بن السّائِب الكلبي:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ} إنّ هذا جوابٌ لِقولهم: لو نعلَم أحبَّ الأعمال إلى الله وأرضاها عنده لَعمِلنا بها. فقال الله:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ} إلى قوله: {ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ}(٥). (ز)
٧٦٧٤٦ - قال مقاتل بن سليمان:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِن عَذابٍ ألِيمٍ} يعني: وجيع، فقال المسلمون: واللهِ، لو علِمنا ما هذه التجارة لأَعطينا فيها الأموال والأولاد والأهلين. فبيَّن الله لهم ما هذه التجارة، يعني: التوحيد {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ} يعني: تُصدِّقون بتوحيد بالله ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي ورسول، {وتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} يعني: في طاعة الله، {ذَلِكُمْ} يعني: الإيمان والجهاد {خَيْرٌ لَكُمْ} من غيره (٦)[٦٦٠٤]. (ز)
[٦٦٠٤] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٢٩٦) أن قوله: {خير} يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون للتفضيل، فالمعنى: من كل عمل. الثاني: أن يكون إخبارًا أنّ هذا خير في ذاته ونفسه.