للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالقرآن (١). (ز)

{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٣٤)}

٧٣٠٢٧ - قال مقاتل بن سليمان: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} يعني: مِن تلقاء أنفسهم، مثل هذا القرآن، كما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، لقولهم: إنّ محمدًا تَقَوّله، {إنْ كانُوا صادِقِينَ} بأنّ محمدًا تَقَوّله (٢). (ز)

٧٣٠٢٨ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ}، قال: مثل القرآن (٣). (١٣/ ٧٠٩)

{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦)}

٧٣٠٢٩ - قال عبد الله بن عباس: {أمْ خُلِقُوا مِن غَيْرِ شَيْءٍ} من غير ربٍّ (٤) [٦٢٥١]. (ز)


[٦٢٥١] ساق ابنُ تيمية (٦/ ١٢٣) هذا القول، ثم ذكر أنه قيل: من غير مادة. وقيل: من غير عاقبة وجزاء. ثم علَّق بقوله: «والأول مراد قطعًا؛ فإنّ كل ما خُلق من مادة أو لغاية فلا بُدَّ له من خالق». وذكر أن الأكثرين على هذا القول، كما قال تعالى: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} [الجاثية: ١٣]، وكما قال تعالى: {وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} [النساء: ١٧١]، وقال تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} [النمل: ٥٣]. وانتقد القول بأنّه مِن غير مادة مستندًا للسياق، والدلالة العقلية، فقال: «وهذا ضعيف؛ لقوله بعد ذلك: {أم هم الخالقون} فدلّ ذلك على أن التقسيم أم خُلقوا من غير خالق أم هم الخالقون؟ ولو كان المراد من غير مادة لقال: أم خُلقوا من غير شيء أم من ماء مهين؟ فدلّ على أن المراد أنّا خالقهم لا مادتهم. ولأنّ كونهم خُلقوا من غير مادة ليس فيه تعطيل وجود الخالق، فلو ظنّوا ذلك لم يقدح في إيمانهم بالخالق، بل دلّ على جهلهم، ولأنهم لم يظنّوا ذلك، ولا يوسوس الشيطان لابن آدم بذلك، بل كلّهم يعرفون أنهم خُلقوا من آبائهم وأمهاتهم، ولأن اعترافهم بذلك لا يوجب إيمانهم، ولا يمنع كفرهم. والاستفهام استفهام إنكار، مقصوده تقريرهم أنهم لم يُخلقوا من غير شيء، فإذا أقرُّوا بأنّ خالقًا خلقهم نفعهم ذلك، وأما إذا أقرُّوا بأنهم خُلقوا من مادة لم يُغن ذلك عنهم من الله شيئًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>