ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ١٦٩) مستندًا إلى عموم اللفظ: «ما قال الله -جلَّ ثناؤه-: {إنْ تَكْفُرُوا} بالله، أيُّها الكفار به، {فَإنَّ اللهَ غَنِيٌّ} عن إيمانكم وعبادتكم إياه، {ولا يَرْضى لِعِبادِهِ الكُفْرَ} بمعنى: ولا يرضى لعباده أن يكفروا به، كما يقال: لستُ أُحِبُّ الظلمَ، وإن أحببتُ أن يظلِمَ فلانٌ فلانًا فيعاقب».ونقل ابنُ عطية (٧/ ٣٧٤ - ٣٧٥) القول الأول عن ابن عباس، فقال: «هذه الآية مخاطبة للكفار الذين لم يُرد الله أن يطهِّر قلوبهم، وعباده هم المؤمنون». ثم ذكر القول الثاني قائلًا: «ويحتمل أن تكون مخاطبة لجميع الناس؛ لأن الله تعالى غنيٌّ عن جميع الناس وهم فقراء إليه». ثم ذكر اختلاف المفسرين من أهل السنة في معنى: {ولا يَرْضى لِعِبادِهِ الكُفْرَ} على قولين: الأول: أن «الرضى بمعنى الإرادة، والكلام ظاهره العموم، ومعناه: الخصوص فيمن قضى الله له بالإيمان وحَتَمَه له». ثم وجَّهه بقوله: «فعباده -على هذا- ملائكته ومؤمنو البشر والجن، وهذا يتركَّب على قول ابن عباس». الثاني: «الكلام عموم صحيح، والكفر يقع ممن يقع بإرادة الله تعالى، إلا أنه بعد وقوعه لا يرضاه دينًا لهم». ثم وجَّهه بقوله: «وهذا يتركَّب على الاحتمال الذي تقدم آنفًا».