للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما قِيل (١). (٧/ ٤٧٦)

٣٣١٩٥ - قال مقاتل بن سليمان: {فَإنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} مِن غزاة تبوك إلى المدينة {إلى طائِفَةٍ مِنهُمْ فاسْتَْأذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبَدًا} في غزاة، {ولَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالقُعُودِ أوَّلَ مَرَّةٍ} يعني: مَن تَخَلَّف مِن المنافقين، وهي طائفةٌ، وليس كُلُّ مَن تَخَلَّف عن غزاةِ تبوك [منافقًا] (٢). (ز)

{فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (٨٣)}

٣٣١٩٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {فاقعُدُوا مع الخالفين}، قال: هم الرجالُ الذين تَخَلَّفوا عن الغَزْو (٣). (٧/ ٤٧٦)

٣٣١٩٧ - قال الضحاك بن مُزاحِم: {فاقعُدُوا مع الخالفين} النساء، والصبيان (٤). (ز)

٣٣١٩٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم} إلى قوله: {فاقعدوا مع الخالفين}، أي: مع النساء (٥) [٣٠١٤]. (ز)


[٣٠١٤] اختُلِف في المراد بالخالفين؛ فقيل: هم النساء والصبيان. وقيل: هم الرجال الذين تخلفوا بأعذار وأمراض.
ورجَّح ابنُ جرير (١١/ ٦٠٩ - ٦١٠ بتصرف) القولَ الثاني الذي قاله ابن عباس، وانتقد الأولَ مستندًا لِلُّغَة، فقال: «فأمّا ما قال قتادة فقولٌ لا معنى له؛ لأنّ العرب لا تجمع النساء إذا لم يكن مَعَهُنَّ رجالٍ بالياء والنون، ولا بالواو والنون. ولو كان معنيًّا بذلك النساء لقيل: فاقعدوا مع الخوالف، أو مع الخالفات. ولكن معناه ما قلنا مِن أنّه أريد به: فاقعدوا مع مرضى الرجال، وأهل زمانتهم، والضعفاء منهم، والنساء. وإذا اجتمع الرجال والنساء في الخبر فإنّ العرب تُغَلِّب الذكور على الإناث، ولذلك قيل: {فاقعدوا مع الخالفين}، والمعنى ما ذكرنا».
وبنحوه قال ابنُ عطية (٤/ ٣٧٧).
وذكر ابنُ جرير (١١/ ٦١٠) أنّ قوله: {مَعَ الخالِفِينَ} يحتمل أن يريد: مع الفاسدين، فيكون ذلك مأخوذًا من: خَلَف الشيء إذا فسد، ومنه: خُلوف فم الصائم.
وانتقده ابنُ عطية مستندًا لظاهر الآية، فقال: «وهذا تأويل مُقْحَم، والأول [يعني: قول ابن عباس] أفصحُ وأجرى على اللفظة».

<<  <  ج: ص:  >  >>