للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩)}

٦٥٠١٧ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ} يا محمد لأبي: {يُحْيِيها} يوم القيامة {الَّذِي أنْشَأَها} خلقها {أوَّلَ مَرَّةٍ} في الدنيا، ولم تكُ شيئًا، {وهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} عليم بخلْقهم في الدنيا، عليم بخلْقهم في الآخرة بعد الموت خلقًا جديدًا (١). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٦٥٠١٨ - عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «قال الله: كذَّبني ابنُ آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني، ولم يكن له ذلك؛ فأمّا تكذيبه إيّاي فزعم أنّي لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله: لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدًا» (٢). (ز)

٦٥٠١٩ - عن علي بن أبي طالب، قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلسه يُحَدِّث الناس بالثواب والعقاب، والجنة والنار، والبعث والنشور؛ إذ أقبل أعرابيٌّ مِن بني سُليم بيده اليمنى عظام نخرة، وفي يده اليسرى ضَبّ، فأقبل بالعظام يضعها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم عركها برجله، ثم قال: يا محمد، ترى ربَّك يعيدها خلقًا جديدًا؟ فأراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جوابه، ثم انتظر الإجابة من السماء، فنزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشاها أول مرة وهو بكل خلق عليم}. فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي الأعرابي، فقال: واللات والعُزّى، ما اشتملت أرحامُ النساء وأصلابُ الرجال على ذي لهجة أكذبَ منك، ولا أبغضَ إلَيَّ منك، ولولا أن قومي يدعونني عجولًا لقتلتك، وأفسدت بقتلك الأسود والأبيض مِن بين هاشم. فهَمَّ به علي بن أبي طالب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا علي، أما علمت أنّ الحليم كاد أن يكون نبيًّا». فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أعرابي، بئس ما جئتنا به، وسوء ما تستقبلني به، واللهِ، إني لَمحمود في الأرض، أمين في السماء عند الله». فقال الأعرابي -ورمى الضبَّ في حِجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم --، وقال: واللهِ، لا أؤمن بك حتى يؤمن بك هذا الضب. فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذَنَبه، ثم قال: «يا ضب». قال: لبيك، يا زين مَن وافى يوم القيامة. قال: «من تعبد؟». قال: أعبد اللهَ الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٥٨٦.
(٢) أخرجه البخاري ٦/ ١٩ - ٢٠ (٤٤٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>