وقد رجّح ابنُ جرير (١٧/ ٣١٨) مستندًا إلى النظائر والأغلب في لغة العرب القول الأول، فقال: «وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب القولُ الذي قاله مجاهد، وهو أن معناه: أذن الله أن ترفع بناء، كما قال -جلَّ ثناؤه-: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت} [البقرة: ١٢٧]، وذلك أنّ ذلك هو الأغلب مِن معنى الرفع في البيوت والأبنية». ووجّه ابنُ عطية (٦/ ٣٩٠ - ٣٩١) القولَ الأول، فقال: «و {تُرْفَعَ} قيل: معناه: تبنى وتعلى. قاله مجاهد وغيره، فذلك كنحو قوله تعالى: {وإذْ يَرْفَعُ إبْراهِيمُ القَواعِدَ} [البقرة: ١٢٧]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن بنى مسجدًا مِن ماله بنى الله له بيتًا في الجنة». وفي هذا المعنى أحاديث».