للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢١٧٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال الكفار لله تعالى أو لغيره: {فاسأل العادين}. يقول: فسل الحُسّاب، يعني: مَلَك الموت وأعوانه (١) [٤٥٨٥]. (ز)

{قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤)}

٥٢١٧٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {إن لبثتم إلا قليلًا}: أي: في الدنيا، تَحاقَرَت الدنيا في أنفسهم وقَلَّت حين عاينوا يوم القيامة (٢). (ز)

٥٢١٧٨ - قال مقاتل بن سليمان: {قال إن لبثتم} في القبور {إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون} إذًا [لَعَلِمتُم] أنكم لم تلبثوا إلا قليلًا، ولكنكم لا تعلمون كم لبثتم في القبور (٣). (ز)

٥٢١٧٩ - قال يحيى بن سلّام: {قال إن لبثتم إلا قليلا} إنّ لبثكم في الدنيا في طول ما أنتم لابثون في النار كان قليلًا. وهو كقوله: {وتظنون} أي: في الآخرة {إن لبثتم} في الدنيا {إلا قليلا} [الإسراء: ٥٢]. قوله: {لو أنكم كنتم تعلمون} أي: لو كنتم علماء لم تدخلوا النار، والمشركون هم الذين لا يعلمون. كقوله: {كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون} [الروم: ٥٩]، وأشباه ذلك. وقال في المؤمنين: {وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا}


[٤٥٨٥] اختُلِف في المراد بـ {العادّين} في الآية على قولين: أحدهما: أنهم الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم، ويُحْصُون عليهم ساعاتهم. والآخر: أنهم الحُسّاب.
وذَهَبَ ابنُ جرير (١٧/ ١٣٢)، وكذا ابنُ عطية (٦/ ٣٢٦) إلى عدم التعيين؛ لصوابهما، وعدم الدليل على أحدهما دون الآخر، فقال ابنُ جرير: «أولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال كما قال الله -جلّ ثناؤه-: {فاسْأَلِ العادِّينَ}. وهم الذين يَعُدّون عدد الشهور والسنين وغير ذلك، وجائز أن يكونوا الملائكة، وجائز أن يكونوا بني آدم وغيرهم، ولا حجة بأيِّ ذلك مِن أيٍّ ثبتتْ صحتها، فغير جائز توجيه معنى ذلك إلى بعض العادّين دون بعض».
وقال ابنُ عطية ٦/ ٣٢٦): «ظاهر اللفظة أنهم أرادوا مَن يتصف بهذه الصفة، ولم يعينوا ملائكة ولا غيرها؛ لأن النائم والميت لا يعدّ الحركة فيقدَّر له الزمان».

<<  <  ج: ص:  >  >>