النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ صاحبيكم اعتزيا إلى عدوّنا، فقُتلا جميعًا» وأخبرهم الخبر «ولكنا سنعقل عن صاحبيكم؛ لكل واحد منهما مائة من الإبل». فجعل دية المُشرك المُعاهد كدية الحُرّ المسلم (١). (ز)
٧١٥٦٣ - عن مقاتل بن حيّان -من طريق بكير بن معروف- قال: بلَغنا -والله أعلم- في قوله:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ}: يعني بذلك في شأن القتال، وما يكون من شرائع دينهم. يقول: لا تَقضوا في ذلك شيئًا إلا بأمْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعَث سريّة، واستَعمَل عليهم مُنذر بن عمرو الأنصاري. فذكر قصة قتْل بني عامر لتلك السّريّة، وهم أصحاب بئر مَعُونة، ورجوع ثلاثة منهم إلى المدينة، وأنهم لقوا رجلين مِن بني سُلِيم جائيين مِن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: مَن أنتما؟ فاعتزيا إلى بني عامر، فقال النَّفر: إنّا ثائرون بإخواننا. فقتلوهما، فأتَوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه الخبر، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - قتْلهما؛ فنَزَلتْ هذه الآية، يقول: لا تقطعوا دونه أمرًا، ولا تُعجّلوا به (٢). (ز)
٧١٥٦٤ - قال معمر بن راشد -من طريق عبد الرزاق- {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ}: هم قومٌ ذبحوا قبل أن يُصلّي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمرهم النبيُّ فأعادوا الذبح (٣)[٦٠٨٥]. (ز)
[تفسير الآية]
٧١٥٦٥ - عن عائشة -من طريق مسروق- في قوله:{لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ}، قالت: لا تصوموا قبل أن يصوم نبيُّكم (٤). (١٣/ ٥٢٨)
[٦٠٨٥] قال ابن عطية (٨/ ٥): «كانت عادة العرب -وهي إلى الآن- الاشتراك في الآراء، وأن يتكلّم كلٌّ بما شاء ويفعل ما أحب، فمشى بعض الناس ممن لم تتمرّن نفسه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعض ذلك، قال قتادة: فربما قال قوم: لو نزل كذا وكذا في معنى كذا وكذا، وينبغي أن يكون كذا. وأيضًا فإنّ قومًا ذبحوا ضحاياهم قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -، حكاه الحسن بن أبي الحسن، وقومًا فعلوا في بعض حروبه وغزواته أشياء بآرائهم، فنَزَلتْ هذه الآية ناهيةً عن جميع ذلك».