كانت فريضة ما تقول كما كان الزناء فريضة الرجم وإنما الرجم فريضة الزنا". ووجَّه ابنُ عطية (١/ ٥١٤) ما قاله ابنُ جرير، فقال: «ودعاه إلى هذا التقدير خوف أن يحتمل اللفظ أنهم اختلفوا في الحق فهدى الله المؤمنين لبعض ما اختلفوا فيه وعساه غير الحق في نفسه». وانتَقَدَه بقوله (١/ ٥١٤ - ٥١٥): «وادعاء القَلْب على لفظ كتاب الله دون ضرورة يدفع إلى ذلك عجز وسوء نظر، وذلك أنّ الكلام يتخرج على وجهه ورصفه، لأن قوله: {فَهَدى} يقتضي أنهم أصابوا الحق، وتم المعنى في قوله: {فِيهِ}، وتبين بقوله: {مِنَ الحَقِّ} جنس ما وقع الخلاف فيه». وذكر أنّ المهدوي قال: قُدِّم لفظ الاختلاف على لفظ الحق اهتمامًا، إذ العناية إنما هي بذكر الاختلاف. واستدرك عليه فقال: «وليس هذا عندي بقوي».