[٤٩٧٠] جمع ابنُ جرير (١٨/ ٢٧٣) بين قول مَن فسّر {وصلنا} بـ «بينا» وقول مَن فسرها بـ «فصلنا»، فقال: «يقول -تعالى ذكره-: ولقد وصلنا -يا محمد- لقومك من قريش ولليهود من بني إسرائيل القول بأخبار الماضين والنبأ عما أحللنا بهم من بأسنا، إذ كذبوا رسلنا ... وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وإن اختلفت ألفاظهم ببيانهم عن تأويله، فقال بعضهم: معناه: بيَّنّا. وقال بعضهم: معناه: فصلنا». وذكر ابنُ عطية (٦/ ٥٩٨) أنّ جمهور المفسرين ذهب إلى أن هذا التوصيل الذي وصل لهم القول معناه: وصل المعاني من الوعظ والزجر وذكر الآخرة وغير ذلك. ثم علّق عليه بقوله: «وهذا المعنى تقديره: ولقد وصلنا لهم قولًا تضمن معاني من اهتدى». ثم ذكر قولًا آخر: أن الإشارة بتوصيل القول إنما هي إلى الألفاظ. ثم علّق عليه بقوله: «فالمعنى: ولقد وصلنا لهم قولًا مُعْجِزًا دالًّا على نبوتك».