للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٤٦٥ - قال مقاتل بن سليمان: {فَإذا جاءَ أجَلُهُمْ} يعني: وقت عذابهم في الدنيا؛ {لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً ولا يَسْتَقْدِمُونَ} يعني: لا يتأخرون عن أجلهم حتى يُعَذَّبوا في الدنيا (١). (ز)

٤١٤٦٦ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {فإذا جاء أجلهم} بعذاب الله؛ {لا يستأخرون} عنه؛ عن العذاب {ساعة ولا يستقدمون} (٢). (ز)

{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢)}

[قراءات]

٤١٤٦٧ - قال يحيى بن سلّام: وبعضهم يقرأ هذا الحرف: «وأَنَّهُم مُفَرِّطُونَ»، يعني: أنهم مُفْرِّطُونَ كقولهم: {يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها} [الأنعام: ٣١]. قال يحيى بن سلّام: وكذلك قرأتها عند عمرو (٣) [٣٦٨٧]. (ز)


[٣٦٨٧] ذكر ابنُ جرير (١٤/ ٢٦٧) هذه القراءة، وعلّق عليها قائلًا: «وقرأه أبو جعفر القارئ: «وأَنَّهُم مُّفَرِّطُونَ» بكسر الراء وتشديدها، بتأويل: أنهم مفرطون في أداء الواجب الذي كان لله عليهم في الدنيا من طاعته وحقوقه، مضيعو ذلك، من قول الله تعالى: {يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} [الزمر: ٥٦]».
وبنحوه ابنُ عطية (٥/ ٣٧٥).
ثم ذكر ابنُ جرير قراءة من قرأ ذلك بكسر الراء وتخفيفها، وعلّق عليها، فقال: «وقرأ نافع بن أبي نعيم: «وأَنَّهُم مُّفْرِطُونَ» بكسر الراء وتخفيفها ... بتأويل: أنهم مفرطون في الذنوب والمعاصي، مسرفون على أنفسهم مكثرون منها، من قولهم: أفرط فلان في القول: إذا تجاوز حده، وأسرف فيه».
وعلّق عليها ابنُ عطية (٣/ ٣٧٥)، فقال: «وقرأ السبعة سوى نافع {مُفْرَطُونَ} بفتح الراء وخفتها، ومعناه: مقدمون إلى النار والعذاب. وهي قراءة الحسن، والأعرج، وأصحاب ابن عباس، وقد رويت عن نافع، وهو مأخوذ من فرط الماء، وهم القوم الذين يتقدمون إلى المياه لإصلاح الدلاء والأرشية، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنا فرطكم على الحوض»».
ثم رجّح ابنُ جرير مستندًا إلى لموافقتها لتأويل أهل التأويل قراءة من قرأ ذلك بفتح الراء وتخفيفها، فقال: «والذي هو أولى القراءات في ذلك بالصواب قراءة الذين ذكرنا قراءتهم من أهل العراق؛ لموافقتها تأويل أهل التأويل الذي ذكرنا قبل، وخروج القراءات الأخرى عن تأويلهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>