للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذه الآية في سورة الحجر [٤٤]: {لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}. قوله: {إن الله على كل شيء شهيد} شاهِد على كل شيء، وشاهد كل شيء (١). (ز)

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}

٥٠١٨٧ - عن أبي العالية الرياحي -من طريق عوف- قال: ما في السماء من شمس ولا قمر ولا نجم إلا يقع ساجدًا حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يُؤذَن له، فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه (٢). (١٠/ ٤٣٤)

٥٠١٨٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات} الآية، قال: سجود ظل هذا كله، {وكثير من الناس} قال: المؤمنون، {وكثير حق عليه العذاب} قال: هذا الكافر؛ سجود ظله وهو كاره (٣) [٤٤٤٢]. (١٠/ ٤٣٤)

٥٠١٨٩ - عن مجاهد بن جبر، في الآية، قال: سجود كل شيء فَيْئُه، وسجود الجبال فيئها (٤) [٤٤٤٣]. (١٠/ ٤٣٤)


[٤٤٤٢] علَّق ابنُ جرير (١٦/ ٤٨٨) على قول مجاهد بقوله: «فعلى هذا التأويل الذي ذكرناه عن مجاهد وقع قوله: {وكثير حق عليه العذاب} بالعطف على قوله: {وكثير من الناس}، ويكون داخلًا في عداد من وصفه الله بالسجود له، ويكون قوله: {حق عليه العذاب} مِن صلة: {كثير}، ولو كان الكثير الثاني مِمَّن لم يَدخل في عداد من وُصف بالسجود كان مرفوعًا بالعائد مِن ذكره في قوله: {حق عليه العذاب}. وكان معنى الكلام حينئذ: وكثير أبى السجود؛ لأن قوله: {حق عليه العذاب} يدل على معصية الله، وإبائه السجود، فاستحق بذلك العذاب».
[٤٤٤٣] ساق ابنُ تيمية (٤/ ٤١٣) هذا القول، وذكر قولًا آخر بأن السجود هنا بمعنى الطاعة؛ لأنه ما من شيء إلا وهو خاضع لله كما قال تعالى: {قالتا أتينا طائعين} [فصلت: ١١]، وبَيَّن أن كلا القولين صحيح، فقال: «فإذا كان السجود في هذه الآية ليس عامًّا وهو هناك عام؛ كان السجود المطلق هو سجود الطوع. فهذه المذكورات تسجد تطوعًا هي وكثير من الناس، والكثير الذي حق عليه العذاب إنما يسجد كرهًا، وحينئذ فالكثير الذي حق عليه العذاب لم يقل فيه: إنه يسجد، ولا نفى عنه كل سجود، بل تخصيص مَن سواه بالذكر يدل على أنه ليس مثله، وحينئذ فإذا لم يسجد طائعًا حصل فائدة التخصيص، وهو مع ذلك يسجد كارهًا، فكلا القولين صحيح».

<<  <  ج: ص:  >  >>